نفت قيادات في تيار السلفية الجهادية بالأردن وجود خلافات بين أعضاء التيار وثوار سوريا، واعتبرت أن الحديث عن مقتل السلفي منتصر البيروتي خلال اشتباك مع الجيش الحر في إدلب يستهدف زرع الفتنة بين الجهاديين والثوار. وقال القيادي السلفي في الأردن، أبو محمد الطحاوي، أن الأنباء التي تحدثت عن مقتل البيروتي خلال اشتباك مع الجيش الحر ترمي إلى إيقاع الفتنة بين الطرفين، نافياً صحتها. بدوره، أكد القيادي السلفي أبو سياف صحة حديث الطحاوي، حيث قال ل «الشرق» إن هناك لبساً وعدم دقة في المسألة لأن عدة جهات تدَّعي تسمية «الجيش الحر». وأوضح أبو سياف أن روايات استشهاد البيروتي تعددت، حيث تقول إحداها إنه قُتِلَ في عملية استشهادية، وأخرى أنه استُشهِدَ في قتال مع الجيش النظامي، إضافة إلى ثالثة تحدثت عن اشتباك مع الجيش الحر. وذكر أبو سياف أن مقاتلي جبهة النصرة موجودون في أماكن متفرقة بسوريا رغم تمركز العدد الأكبر منهم في الجنوب. وكانت معلومات متضاربة نقلها أردنيون عائدون من سوريا أفادت أن البيروتي كان ينتقد الجيش السوري الحر بشدة ويتهمه بالتقاعس عن مساعدة جبهة «نصرة أهل الشام» السلفية الجهادية. وأثارت أنباء مقتل البيروتي كثيراً من التكهنات، خصوصاً بعد الحديث عن مقتله في اشتباك مع الجيش الحر في منطقة أريحا بمحافظة إدلب، وهي منطقة بعيدة عن مركز الوجود التقليدي لجبهة النصرة جنوب سوريا.والبيروتي قَدِمَ إلى الأردن من مدينة رام الله الفلسطينية قبل سنوات لدراسة الشريعة في جامعة اليرموك قبل أن يتوجه إلى سوريا للقتال تحت راية جبهة النصرة التي تشكلت قبل عامٍ تقريباً ونالت شبه اعتراف من تنظيم القاعدة رغم إشارة بعض الجهات إلى استفادة النظام السوري من عملياتها لتبرير قمعه المعارضة، فيما يمضي آخرون للقول إن الأجهزة الأمنية السورية تؤثر في بعض قرارات الجبهة. وفي سياقٍ متصل، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني، سميح المعايطة، إلقاء قوات حرس الحدود الأردنية القبض فجر أمس على مجموعة مسلحة في إحدى المناطق الحدودية بعد تبادل لإطلاق النار معها، موضحاً أن كامل أفراد المجموعة في عهدة الجهات الأردنية المعنيَّة. في الوقت ذاته، علمت «الشرق» من مصادر مطلعة أن المجموعة المعنيَّة تتبع تيار السلفية الجهادية، إذ يبدو أن التيار السلفي الجهادي حرَّك هذه المجموعة إلى سوريا بعد اشتباكات إدلب.