تمتعض من تردّي نتائج المنتخب وتذيله قائمة الترتيب العالمي، وتعلن تشاؤمك مما تحمله الأيام القادمة في ظل حالة “التوهان” المحبطة إدارياً وفنياً، فتصعق بأحدهم يشهر في وجهك سيف “الوطنية” ليقتل الناقد فيك! تبدي استياءك مما ينتجه التلفزيون الرسمي من طرح وبرامج تجاوزها الزمن، فينبري لك مسؤول منافح وقد استل ذات السيف، باحثاً عن ذات الطريد “الصوت الناقد مهدور الدم”! تنتقد مستوى أي خدمة من الخدمات، أو تعرض تجارب الدول المتقدمة في أي مجال وتقارنها بما لدينا، فيكون “سيف الوطنية” لك بالمرصاد! الوطنية مفهوم ملتبس على البعض، والبعض الآخر يلوي عنقه ليتخذه سداً بينك وبين أي نقد يكشف عواره الفكري، أو تقصيره العملي فيما أوكل إليه من مسؤولية، أو ما عليه من واجب! الوطنية، هذا الشعور الوجداني الذي يحمله كل منّا في داخله، بما يتضمن من حب وولاء للوطن، ابتذل لدرجة تسيء للوطن الإطار الأكبر الجامع للوطنية، والمواطَنة، والمسؤول، والمواطن! صار المسؤول المقصّر يتأبط “سيف الوطنية” لينازل كل ناقد ولو كان نقده حقاً أبلج، ولم يفهم أن (الصوت الناقد) المكوّن الأهم من مكونات المواطَنة الإيجابية، التي هي ترجمة عملية للوطنية الصادقة! فيا أيها المسؤول “المتأبط سيف الوطنية”، من تشهر سيفك بوجوههم ليسوا أعداء لك، وما بينك وبينهم واجب إن أديته فلك عليهم حق القول: أحسنت، وإن قصرت فيه لن يمنعهم “سيفك المسلول” من أن يقولوا لك: أسأت، ولتعرف أن المستفز الأول للصوت الناقد هو (نقص القادرين على التمام)!