ل “أوكتافيو باث” رأي مهم حول الفكاهة، حيث يرى أنها “الابتكار العظيم للروح الحديثة”. كما أن للروائي “ميلان كونديرا” رأياً مهماً آخر في ذات الشأن حول أهمية وحساسية الفكاهة والحس الفكاهي، حينما يتناوله بممارسة واعية تكون سبباً للتغيير والنقاش والتحريك تحت عنوان (دعابات تمزق الستارة المقدسة) والذي في النهاية كما جاء في كتابة (الستارة) يتفق كثيراً في اعتقاده مع الشاعر المكسيكي أوكتافيو باث بأن “سرفانتس” مؤلف رواية “دون كيخوتة” هو مؤسس هذا الابتكار العظيم. من خلال متابعتي المتواضعة، لعوالم التدوين والشبكات الاجتماعية وبرامج اليوتيوب المحلية خلال السنوات القليلة الماضية، أعتقد أن المدون الشهير فؤاد فرحان @alfarhan هو أول من أسس لقالب السخرية والفكاهة للوصول إلى الحقيقة، ولتسليط ضوء (حارق) على موضوعات من شأنها أن تموت لو نوقشت بجدية. المؤسس لابتكار الإعلام الجديد الساخر، الذي من شأنه الدفع بالقضايا الحيوية المحلية إلى الحياة بدلاً من تناولها بجدية ميتة غير مؤثرة. في المقابل، وبرؤية متجددة، حيال برامج اليوتيوب السعودية الجديدة، أعتقد أن كلاً من: عمر حسين @omarhuss وفهد البتيري @Fahad وقبلهما محمد بازيد @MohdBazaid ومؤخراً هادي الشيباني @Hadi_alshibani ، شباب سعوديون قاموا بخطوة كبرى في مجال الإعلام المحلي الجديد، عبر برامجهم المتنوعة، التي تتناول كل ما هو جاد وممل ومؤلم أحياناً تناولاً فكاهياً ولاذعاً وكذلك مؤثراً. ساهموا مع الرفع من حد السخرية حول كل ما يستحق ذلك، أسمعوا بأصواتهم الحرة وعبر قنواتهم كل المعنيين، من الرسميين وغير الرسميين. باعتقادي أن مشروعاتهم “اليوتيوبية” بكل بساطتها، مؤثرة وضاحكة على “شر” القضايا المحلية، دون منازعة وأكثر مضاهاة مؤخراً من مشروع الإعلامي “داود الشريان” الغاضب والمحتقن بلا أثر. يستحقون الدعم غير المشروط والانتباه الدقيق لإشاراتهم الواعية حول كل مواطن الخلل والتأخر بثقافة جديدة مستقلة ومميزة.