قد يكون عام 2011 الذي ودّعنا بالأمس، العام الأبرز لشباب برامج النقد الاجتماعي الساخر على موقع اليوتيوب، إذ أن هذا العام شهد تزايداً ملحوظاً في إنتاج البرامج الشبابية السعودية الناقدة اجتماعياً وهي برامج سجلت نسب مشاهدة عالية خلال العام 2011، مستقطبة جمهوراً ليس بالقليل، بعد أن وجد الشباب في إنتاج هذه البرامج مساحة واسعة للتعبير عن جيلهم وتسجيل موقفهم الاجتماعي من الأحداث، أياً تكن هذه الأحداث. وإلى جانب هذه البرامج، هناك برامج شبابية، توجهت نحو إنتاج أفلام "انميشن" قصيرة ك"مسامير" لمالك نجر؛ وآخرون توجهوا نحو استثمار تقنيات "الجرافيك" لتقديم أعمال تسجيلية وتوثيقية، تتضمن أرقاما وإحصاءات مثل فيلمي علاء المكتوم "ويكيبيديا" و"الإعلام الجديد". وتجدر الإشارة إلى أن ما يجمع مختلف الفيديوهات الشبابية "اليوتيوبية" هو ذلك الهم الاجتماعي والوطني الذي تكفل الشباب بحمل مسؤوليته وهم يقدمون برامج تشترك جميعاً في التعليق النقدي على قضايا الشأن العام. محمد بازيد «التاسعة إلا ربع» من جهة أخرى، يمكن أن نعتبر عام (2011) مفصلياً لبرامج الشباب السعودي على "اليوتيوب"، على اعتبار أن بعض هذه البرامج اجتاز مرحلة "الهواة" إلى ما يشبه "الاحتراف"، مستقطباً بذلك المعلن المحلي بعد أن تحقق من النسب العالية لمشاهدة هذه البرامج؛ الأمر الذي يؤكد أن "الإعلام الجديد" بدأ بحق في منافسة الإعلام التقليدي، إما بطرق الوصول للجمهور أو عبر قضم الكعكة الإعلانية أو من خلال جرعة النقد العالية في المصداقية تارة والسخرية السوداء تارة أخرى. التحدي الذي سيواجه مثل هذه البرامج الشبابية "اليوتيوبية" من هذا العام وصاعداً، سيكون في مدى قدرة هذه البرامج على الالتزام بمستوى الجرأة والمصداقية في الطرح، حتى بعد دخول المعلن على الخط وأيضاً في إمكانية استثمار المال الإعلاني في تطوير هذه البرامج للتحول من إنتاج بسيط إلى صناعة مرئية، ربما نشاهدها يوماً على شاشة التلفزيون. فهد البتيري «لا يكثر»