تعني كلمة «الدوخلة» في لهجة أهل الخليج «القفة»، وهي وعاء من الخوص يستخدمه المزارع لحفظ التمر، كما كانت أشبه بال»إصيص» لزراعة حبوب الشعير التي تملأ بالطين والسماد من روث البقر أو الغنم، حتى تنمو بسرعة وتسقى يومياً لتواصل نموها حتى يوم العيد، وفي معظم دول الخليج تسمّى الدوخلة «الحية بية»، ويقال إن أصل «الحيّة بية» هي «الحجي بيجي» كما في اللهجة العامية لأهل الخليج، أي الحاج سيعود، أو أنها تعني الحجة وهي القفة الصغيرة التي يستعملها الأطفال لزراعة البذور. ويفيد وكيل عمادة شؤون الطلاب للقبول، وعضو اللجنة الاستشارية الدائمة، الأستاذ المساعد للمقاييس والبحوث النفسية والتربوية في جامعة الملك سعود سابقا، الدكتور علي الجنوبي، أن «الدوخلة» كانت بالنسبة إليه، أشبه ما تكون بالعيد أو العرس، وينتظره بفارغ الصبر، موضحا أن «الدوخلة» كانت تمثل الأماني بالنسبة له، وحين يرميها في البحر، يشعر وكأن أمانيه تستمر، مضيفا أن ذلك يدخل ضمن المحافظة على التوازن البيئي، حيث توضع في الدوخلة بقايا ولائم العيد، وترمى لكي يتغذى عليها السمك. ويقول رئيس جمعية تاروت الخيرية، وأول مشرف ثقافي في نادي النور، علي الحسن «كنا نزرع دواخلنا في ذي القعدة ونسقيها كل يوم تقريبا، كما نعرضها للشمس»، لافتا إلى أنهم كانوا يزرعون فيها الريحان أو الحب الشمسي، وبعد غداء ظهر العيد يلقونها في البحر بعد وضع بقايا الطعام فيها من أجل أن تجلب السمك لكي تأكل من الدوخلة وبعد ذلك كان بعضنا ينخرط في بكاء نتيجة فقده للدوخلة التي عشنا قرابة الشهر نرعاها كالطفل الصغير، مشيرا إلى أن أغلب الأهالي كانوا يقفون على السيف ليشهدوا عملية رمي الدواخل.