جدد المهرجان الشعبي المعروف ب «الدوخلة» في القطيف الذي يقام على ساحل سنابس بجزيرة تاروت، شكلا احتفاليا قديما كان يحييه أطفال الخليج قبل أعوام طويلة على السواحل خلال عيد الأضحى، حيث كان يشكل الجانب الاحتفالي للأطفال في هذا العيد. ويتوقع المنظمون أن يصل عدد زوار هذا العام إلى 230 ألف زائر بعد أن لاقى المهرجان نجاحات في الأعوام الماضية. ويبدأ الأطفال في القطيف استعدادهم للمهرجان بالتزامن مع بداية تجهيز الحجاج أنفسهم للحج، وذلك بشراء السلال الصغيرة المصنوعة من خوص النخيل التي تسمى الواحدة منها «دوخلة» ويسميها بعضهم «سعنة» وفي بعض الدول الخليجية تسمى «الحية بية»، وتبدأ المراسيم بتجهيز «الدوخلة» بزرعها ببعض الحبوب وتعليقها في فناء المنزل وسقايتها يوميا حتى ينمو زرعها ثم ترمى في البحر يوم عيد الأضحى بمصاحبة الأهازيج الشعبية المعروفة التي ينشدها الأطفال وهم يلوحون بدوخلاتهم «دوخلتي حجي بي، لا من يجي حبيبي، حبيبي راح مكة، ومكة المعمورة...» وقالت زينب أحمد إن المهرجان أعاد هذا الاحتفال السنوي القديم إلى الواجهة بعد أن اختفى قرابة ال 40 عاما بسبب دخول تقاليد جديدة ومختلفة على الأعياد قبل أن تعود عبر مهرجان الدوخلة ليتذكرها كبار السن ويروون حكاياتها وذكرياتهم مع الدوخلة عندما كانت هي الاحتفال الوحيد في عيد الأضحى. أما أزهار السالم الفتاة العشرينية التي تعلمت صنع السلال الخوصية من جدتها، فرأت أن المهرجان منح أجواء العيد الذي يشعر بفرحته أكثر الحجاج، نوعا من التغيير حيث يشارك الجميع برمي الدوخلات والاستمتاع بمنظرها وهي تسبح بعيدا وسط أهازيج شعبية «الإقبال الكبير الذي شهده المهرجان والنجاح الذي حققه لا يعود لفقرات المهرجان فقط، بل يعود لكونه يحيي عادة شعبية قديمة تعد من التراث الخليجي الأصيل الذي يفخر به أهالي المنطقة. وذكرت السالم أنها أضفت على السلال التي تصنعها بعض اللمسات الشبابية لتبيعها في الأسواق الشعبية وعبر الإنترنت حيث تلقت عددا كبيرا من الطلبات حتى من خارج المنطقة». كما أشار المدير العام للمهرجان حسن آل طلاق إلى أن المهرجان لاقى نجاحا كبيرا العام الماضي، حيث تم إضافة العديد من الأركان والفعاليات إضافة إلى برامج اليوم الأول في العيد التي تتركز على رمي الدوخلات وترديد الأناشيد والأهازيج الشعبية المتعلقة بهذه العادة. ولفت إلى أنهم يتوقعون 30 % زيادة في عدد زوار المهرجان هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، حيث تشير التقديرات إلى حضور أكثر من 230 ألف زائر، يقوم على خدمتهم 100 متطوع ومتطوعة في التنظيم والإرشاد والتنسيق بين مجموعات لجان المهرجان .