لم يكن نادي نجران الأدبي بمنأى عن «الصراع» والتجاذب الذي طال العديد من الأندية الأدبية بعد تكوين مجالس إدارتها الجديد، وتمظهر ذلك في استقالات فردية وجماعية، وانقطاع وعزوف المثقفين عن ارتياد الأندية وشكواهم الدائمة إما عن انقطاع النشاط، أو عدم ملاءمته زمانًا وموضوعًا، أو أيٍّ من أسباب الشكوى التي تخرج بين الفينة والأخرى معبرة عن حال الأندية الأدبية.. ولئن كان للمثقفين والمتابعين في نجران الحق في الإعلان عن شكواهم، وسوق التهم لمجلس إدارة نادي نجران الأدبي فإن لمجلس النادي حججه ومبرراته أيضًا التي يدفع بها عنها التهم الموجهة إليها.. فما يثار من وجود خلافات داخل أروقة النادي الأدبي بين أعضاء مجلس الإدارة يرى نائب رئيس نادي نجران الأدبي سعيد علي آل مرضمة أن الأمر «ظاهرة صحية» في سياق قوله: أي نادٍ يضم عشر عقليات لا بد أن يكون هناك تفاوت في تفكيرهم ووجهات نظرهم لتنوع ثقافتهم ومشاربهم فيوجد في مجلس الإدارة اختلاف في وجهات النظر ونقاشات قد أصفها في بعض الأحيان بالحادة وهذه ظاهرة صحية وتحدث في جميع المجالس تصب في مصلحة العمل فالهدف واضح لنا وتختلف طرق التوصل إليه ولكننا ولله الحمد لم نصل إلى حد الخلافات. أمر نسبي وينتقل آل مرضمة مفندًا اتهام النادي بالقصور تجاه مثقفي المنطقة وما يعيبونه على أنشطة النادي من عدم تقديمها في أوقات مناسبة وأثر ذلك في الحضور الضعيف الذي يصاحبها وعدم ملامستها للمجتمع وتناولها للقضايا التي تهمه وما صاحب مطبوعات النادي من لغط، حيث يقول: أولاً اتهام النادي بالقصور تجاه مثقفي المنطقة أعتبره أمرًا نسبيًّا يختلف من مثقف إلى آخر، فهناك مجموعة كبيرة من المهتمين بالشأن الثقافي في المنطقة لا تصف النادي بالقصور؛ بل تشد على أيدينا في كل لقاء يجمعنا بهم داخل أو خارج أروقة النادي، ولا أزال أبحث عن تعريف للمثقف الذي يجب أن نتواصل معه؛ فأدبي نجران يهتم بجميع شرائح المجتمع محاولاً الابتعاد عن مقولة أن النادي الأدبي يجب أن يكون نخبويًّا.. وإن كان هناك من يصر على الاتهام فنحن نتقبل وجهة نظره وندعوه لزيارة النادي ومشاركتنا من خلال حوار أخوي يهدف للمصلحة العامة، فالجميع مشتركون في الهم الثقافي، ونجزم بأن لديهم شلالاً من الأفكار المتدفقة، فدعوتنا بأن تكون خطوات المثقفين حثيثة إلينا كما نحن نحاول أن نسرع خطانا نحوهم. فلا وجود لأي نادٍ أدبي بدون هذه الكوكبة المثقفة التي تثريه بكل متألق يدفع الثقافة للتميز والإبداع، فالنادي الأدبي نواة لنهضة مباركة في مجال الأدب والثقافة، ومجتمع أمين للحريصين على لغة العرب، وفرصة التقارب المثمر، والتعاون المبدع الخلاق، الذي يقدم الكلمة الصادقة والذوق السليم. عتب على المثقفين ويتابع سعيد حديثه مضيفًا: أما فيما يخص عدم اختيار الأوقات المناسبة وضعف الحضور، فأشير إلى أن جميع فعاليات النادي تقام في أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، وفيما ندر أن تقام في غير هذه الأيام. وخطط النادي تركز على هذه المواعيد، لأننا نرغب في جذب المثقفين وليس تنفيرهم من خلال اختيار مواعيد لا تناسبهم فما فائدة الفعالية إذا لم تجذب المهتمين إليها. ولهذا فالحضور يختلف من فعالية إلى أخرى، فكل شخص يأتي للمشاركة في المحور الذي يجتذبه ويحس بأنه يقدم له الفائدة من وجهة نظره الشخصية والطموح بأن يكون الحضور كثيفًا لتستفيد أكبر شريحة من المجتمع مما يقدمه النادي، كما أن النادي يقدم الدعوة للمثقفين؛ فهناك قصور أيضًا ممن تصله هذه الدعوة ولا يلبيها، فدور النادي يتلخص في اختيار شخصية مرموقة تحظى بالقبول من المثقفين، وتوجيه دعوات عن طريق رسائل الجوال، وإعلانات في شوارع المنطقة، وعبر المنتديات والصحف الإلكترونية. فهذه رسالة للمثقفين للحضور والتفاعل لأنهم شريحة يهمنا السير معها في طريق واحد لرفعة المنطقة وتحقيق الأهداف المأمولة من النادي والمثقفين. نشاط متنوّع ويمضي سعيد في حديثه بقوله: واتهام أنشطة النادي بأنها لا تتوافق مع توقعات المثقفين، فأقول إن أدبي نجران يجتهد بكل جدية ليلبي متطلبات الشارع الثقافي، فقد استطاع النادي في فترة وجيزة استضافة عدد كبير من المتخصصين في شتى المجالات كالثقافة والأدب والتاريخ وغيرها مثل الدكتور عبدالرحمن العشماوي والدكتور زاهر بن عواض الألمعي والشاعر إبراهيم مفتاح، الشاعر أحمد الحربي رئيس نادي جازان الأدبي، وغيرهم ممن تناولوا قضايا مختلفة من على منبر النادي، ولا زال النادي يقدم الدعوة للمهتمين بالشأن الثقافي بنجران لتقديم مقترحاتهم بما يرونه مناسبًا لنجران ومثقفيها.. أما فيما يخص مطبوعات النادي فهي تسير بخطوات ثابتة ولله الحمد ولم يحضر أي شخص للنادي بنتاج أدبي ورفض طباعته إلا في حالة عدم موافقة المحكمين وتوجيههم بعدم صلاحيته. فكل عمل يقدم يرسل إلى محكمين متخصصين هم الفيصل في صلاحيته للطباعة من عدمها. خيمة وليدة وينتقل آل مرضمة إلى الحديث الخيمة الثقافية وعدم تحقيقها للمرجو منها وما وصل إليه العمل في القسم النسائي قائلاً: لن أدافع عن خيمتنا الوليدة التي يريد الجميع أن نجعلها تضاهي أرقى الصالونات الثقافية في مدة لم تتجاوز العام. لكن أقول لهم انتظروا على هذه الفكرة، فخطة الخيمة لهذا العام يوجد بها الكثير من التغيير ولدى ثقة كاملة بأن قائدها عضو مجلس الإدارة صالح سدران يضع هذه الأيام لمساته الأخيرة بمساعده مجموعة متميزة ممن يهمهم الشأن الثقافي ورقيه بالمنطقة.. وفي شأن اللجنة النسائية أقول لقد قدمت اللجنة خطتها لمجلس الإدارة بعد اجتماعات بين عضوات اللجنة. ولدينا ثقة كبيرة بأنها ستقدم الكثير بقيادة رئيستها فاطمة آل تيسان، ولن يكون هناك تسيير لهن من قبل الرجال فلديهن القدرة والثقافة الكافية ونجران زاخرة بالمثقفات اللاتي يشكلن رافدًا قويًا ولا يخفى على الجميع بأن الشجرة اليانعة إذا لم تسقَ تكون عرضة للجفاف وذلك ينطبق على المرأة النجرانية المثقفة التي تحتاج لجهة متخصصة ترعاها وهذا دور اللجنة النسائية وسترون أولى الفعاليات عمّا قريب واستضافة متميزة لشخصية مؤثرة في الساحة الثقافية. ثقة كبيرة آخر حديث سعيد فنّد فيه الاتهام الموجّه إليه شخصيًا بأن هناك من يكتب له في المناسبات، حيث سبق الإجابة ب»ابتسامة» قال على إثرها: ثقتي في نفسي كبيرة، فأنا خريج كلية التربية قسم اللغة العربية من جامعة الملك فيصل، والكتابة عشق يغازل وجداني. أنا أخدم نفسي بنفسي، وأمارس الكتابة بواسطة الكلمة الصادقة التي أحس بها قبل أن أسطرها على أوراقي، ولدي مستشارون كثر اعتز بهم وأقدم لهم كل ما أكتب، ولا أجد حرجًا في الاستفادة من آرائهم وانتقاداتهم النيرة.. وما يميزني ليس الكتابة فقط؛ بل الإلقاء الذي أجتهد من خلاله الوصول لقلوب الحاضرين، وأنا أمثل نجران في جميع المحافل، وسترون في القريب روايتي الأولى «سقوط رجل»، وخواطري التي تحمل عنوان «حبي الأول». وأعكف هذه الأيام لتقديم دورة متخصصة في الإلقاء بعنوان «خطوات نحو المنصة» تلبية لطلب الكثير من شباب المنطقة لرغبتهم اعتلاء المنصات وكسر حاجز الخوف بينهم وبين الجمهور.