استقدم النظام تعزيزات عسكرية كبيرة من مدينة حماة ووصل رتلا عسكري قوامه 40 دبابة وعربة مدرعة إلى مشارف بلدة خان شيخون، حيث دارت معارك عنيفة هناك أمس في محاولة لإعادة السيطرة على الطريق الدولي الذي يربط حلب بالجنوب السوري، والذي سيطر عليه الجيش الحر بعد تحرير مدينة معرة النعمان أول أمس، وأكد مصدر من الجيش الحر ل «الشرق»: أن الطائرات الحربية والمروحية بالإضافة إلى المدفعية تقصف المدينة في محاولة لفتح الطريق والعبور إلى معرة النعمان، لإعادة السيطرة عليها، واستعادة الطريق الاستراتيجي الذي يُعد خط الإمداد الرئيس لقوات الأسد بين دمشق وحلب. وذكرت مصادر الجيش الحر أن قوات من «كتائب أحرار الشام» اعترضت رتلاً عسكرياً على طريق حلب اللاذقية قرب بلدة الترنبة وأجبرته على التوقف بعد استهداف ثلاث دبابات من طراز (ت 72). فيما أكدت لجان التنسيق المحلية انسحاب حاجز المقالع شرق معرة النعمان إلى معسكر وادي الضيف. وذكر ناشط ميداني من خان شيخون ل «الشرق» أن الطائرات الحربية تدك البلدة بكل أنواع القنابل والبراميل المتفجرة وأن حصيلة أولية للشهداء كانت 18 شهيداً حتى مساء أمس بينهم أربعة أطفال، وأكد أن دماراً هائلاً حدث في البلدة، بينما تمنع الحواجز العسكرية التابعة للنظام في محيط المنطقة المدنيين من النزوح. وقال عضو مجلس قيادة الثورة وعضو المجلس العسكري الثوري في محافظة إدلب أبو حسن ل «الشرق»: إن خسارة النظام لهذا الموقع الاستراتيجي جعله يفقد صوابه، واستقدم قوات كبيرة لإعادة السيطرة على الطريق الدولي كما إن سلاح الطيران يشارك على نطاق واسع في ضرب الأهداف المدنية، وأشار إلى إن الأسد لم يعد يحتمل رؤية عناصر الجيش الحر يستخدمون دباباته والأسلحة التي يغنمونها في مواجهة قواته المتراجعة باستمرار، وأضاف أبو حسن أن بعض كتائب الجيش الحر تستسهل تحقيق الانتصارات، والإعلان عنها وتصويرها وبثها على القنوات الفضائية، في محاولة للاستعجال بالتحرير وإسقاط النظام وإظهار قوة الجيش الجيش الحر، واكد أن بعض هذه العمليات لها نتائج عكسية على الوضع الميداني، فالعمليات العسكرية يجب أن تتم خارج الإعلام والتصوير، واعتبر أن المعركة مع الأسد طويلة وما زال لدى النظام قوات كبيرة لم يستخدمها بعد، بالإضافة لما يصله من دعم روسي إيراني بشكل مستمر، وحذر أبو حسن من أن النظام في حال استعاد ما تم تحريره أمس الأول سيرتكب المجازر في مديني معرة النعمان وخان شيخون والقرى المجاورة.