تستمر معاناة أهالي قرية بيش العليا من الطريق الذي يوصلهم بالمحافظة عبر وادي بيش، على الرغم من قربهم منها بمسافة لا تتجاوز كيلومترين تقريبا، إلا أن الوادي الذي يفصل بين المدينة والقرية، يمثل في الوقت نفسه مجرى للسيول، الأمر الذي يسبب معاناة للأهالي في محاولة الوصول يوميا إلى المدينة، خصوصا عند هطول الأمطار. وعلى الرغم من أن بيش العليا تعد إحدى أكبر وأهم القرى التابعة لمحافظة بيش، التي يقدر عدد سكانها بنحو خمسة آلاف نسمة تقريبا، إلا أن بلدية بيش ما زالت تغض الطرف عن معاناة هذه القرية ومعاناة أهلها التي تتكرر يوميا، يقول شيخ القرية الشيخ علي بن قاسم المش ل»الشرق»: لا نزال نعاني من جريان المياه على الوادي الذي يفصل بيننا وبين المحافظة بمسافة قصيرة، على الرغم من إنشاء سد يمنع تدفق وجريان المياه، ونطالب بإنشاء جسر في المنطقة التي يتركز فيها. وأوضح المش أن القرية تعاني منذ فترة طويلة من هذا الطريق، حيث كان في السابق قبل إنشاء سد وادي بيش يشهد تدفقا عظيما جدا للمياه، يستحيل معها العبور، أما بعد إنشاء السد وتحكم البوابات في التدفق، أصبح التسرب يسيرا، ولكنه في الوقت نفسه يعيق المرور ويوحل الطريق، ولا بد من إنشاء جسر يسهل التنقل للأهالي، ويكسب المنطقة منظرا جماليا يستفيد منه المتنزهون والعابرون. وأضاف أن الاجتهادات والحلول كلها تأتي من أبناء القرية أنفسهم، بحيث يقومون بجهود جماعية لإصلاح الطرقات المؤدية إلى المحافظة، مشيراً إلى أن البلدية لم تقم بأية إصلاحات في هذا الشأن في عهد رئيسها الأسبق. وقال تقدمنا بشكوى جماعية باسم أهالي القرية، وعرضناها على المجلس المحلي للمحافظة، وعلى البلدية، اقترحنا من خلالها إنشاء جسر بطول مجرى المياه، وعمل عبارات من تحته لضمان جريانها، إلا أن بلدية بيش اعتذرت عن القيام بهذا المشروع، على الرغم من توفر مبلغ مرصود لمثل هذه المشاريع بقيمة أربعة ملايين ريال، وقالت إن المبلغ ليس كافيا. وأشار الشيخ المش إلى أن معاناة أهالي القرية تفرض القيام بحل سريع لربط أجزاء المحافظة ببعضها، مشيرا إلى أن ذلك لن يعود بالفائدة على قرية بيش العليا فقط، وإنما واقع الحال عند إنشاء الجسر فإنه سيخدم عددا من المراكز والقرى المجاورة، منها مركز الحقو والفطيحة وغيرها من القرى الواقعة على شريط الوادي من الجهة الشرقية. من جهته، أكد ل»الشرق» محافظ بيش خالد القصيبي أن مجلس المحافظة قد طرح في اجتماع مع أعضاء المجلس البلدي مشروع إنشاء جسر يصل بين القرية والمدينة، مشيرا إلى أن المشروع ما زال يدرس ويناقش من قبل المجلس البلدي في المحافظة وبلدية بيش، وسينقل مقترح المشروع إلى إدارة الطرق والمواصلات لاتخاذ اللازم. وقال رئيس بلدية بيش المهندس هادي دغريري ل»الشرق» إن قرية بيش العليا تعد إحدى قرى المحافظة من الجهة الشرقية من وادي بيش، وترتبط بها من تلك الجهة بطريق معبد ومخدوم بالإنارة والترصيف وغيرها، ويقع تحت مسؤولية البلدية، لافتا إلى أن مشروع الجسر الذي يربط القرية بالمحافظة من الجهة الغربية للقرية يقع خارج اختصاص البلدية، حيث قد تمت مناقشة الموضوع في جلسة المجلس المحلي والبلدي، على أن تقوم إدارة الطرق بإدراج مشروع الجسر ضمن مشروعاتها، مشيرا إلى أن جميع القرى في المحافظة تحظى بالاهتمام الجيد والمتابعة من البلدية، وسنقدم كل ما يساعد ويطور في إنجاح وتطوير المحافظة وقراها. من جهة ثانية، قال نائب رئيس المجلس البلدي في محافظة بيش إبراهيم عكيري، إن المجلس ناقش الموضوع في إحدى جلساته السابقة، وبعد الاجتماع قاموا بالاطلاع على المعاناة ومقابلة الأهالي مع رئيس البلدية الأسبق المهندس إبراهيم سالم عابدين، وأبدى الأهالي حاجتهم الماسة لجسر ينقذهم من معاناتهم اليومية ومن مخاطر السيول التي تقطعهم عن المحافظة بمسافة قصيرة، فيما أوضح رئيس البلدية الأسبق أن إنشاء الجسر من اختصاص إدارة الطرق، مشيراً إلى أن المجلس البلدي مازال يناقش الموضوع وسيخرج بتوصيات قريبة. ونيت عالق بسبب السيول (الشرق)