بمجرد هطول الأمطار الغزيرة تعزل السيول الجارية في أودية بيشة عشر قرى ومراكز وتحتجز سكانها داخل المنازل لعدة أيام لحين انخفاض منسوب المياه الجارية في الأودية، وبالرغم من تكرار معاناة الأهالي بشكل سنوي، إلا أن الحلول اللازمة والمناسبة التي تتيح لهم حرية التنقل والخروج خلال جريان السيول وتمنع مخاطرها عنهم ما زالت غائبة عن القرى حتى الآن. يقول سويد الحارثي، من سكان قرية جلان، «يكثف الدفاع المدني تواجده خلال هطول الأمطار وجريان السيول في قرى الغفرات، جلان ، آل الرومي، الفطحة، الجوة، المحالة وقطبة، والجليبات، النجد، الرس وحوران، وذلك لانعزال سكانها بشكل تام عن المراكز والقرى المجاورة لهم، لعدم وجود الجسور التي تتيح حرية التنقل بين القرى والمراكز التابعة لمحافظة بيشة خلال جريان السيول، بالشكل الذي يحقق تطلعات الأهالي ويمنع تعطيل مصالحهم المختلفة ويحقق حرية الحركة بين كافة القرى والمراكز». وأضاف «في حالة استمرار جريان السيول فإن معاناة الأهالي تتضاعف خاصة مع تناقص مؤنهم الغذائية، الأمر الذي يدفع طائرات الدفاع المدني إلى نقل الإغاثة لهم جوا ومساعدتهم في نقل مرضاهم إلى المستشفيات». واشتكى محمد عايض الحارثي، من سكان قرية آل الرومي، من تكرار الحوادث المتعلقة بهطول الأمطار وجريان السيول في القرى التابعة لمحافظة بيشة في كل موسم أمطار، مشيرا إلى أن قرى بيشة شهدت خلال الأعوام الماضية عزلة تامة، وخاصة تلك القرى الواقعة شرق وادي ترج كالنجد والرس، التي شهد سكانها العديد من حوادث الجرف في السيول للأهالي والممتلكات والمواشي. وأضاف «شهدت إحدى هذه القرى واحدة من أغرب حالات الزواج لشاب احتجزته السيول ليلة زفافه ومنعته من دخول القرية، فحمله أقاربه وأصدقاؤه في مغامرة خطيرة بواسطة رافعة ثقيلة ليلتقي زوجته في الجانب الآخر المعزول شرق الوادي، وفي كل عام يسجل أبناء تلك القرى قصصا مأساوية أو طريفة يدونونها في مذكراتهم». ويطالب عبدالله سلطان الصماني، من سكان قرية الفطحة، «الجهات المعنية مطالبة بتنفيذ عبارات وجسور ومشاريع لدرء أخطار السيول في القرى المتضررة من جريان السيول خلال هطول الأمطار وذلك قبل دخول فصل الشتاء». وأشار إلى أن الحوادث العديدة التي تشهدها قرى بيشة تستوجب على الجهات المختصة التدخل في الوقت المناسب من خلال تنفيذ المشاريع التي تحمي سكان القرى وتمنع عزلتهم بدلا من تركهم يواجهون مصيرهم المخيف دون أدنى تدخل يذكر. ويقترح محمد عبدالله عبود، من سكان قرية الغفرات، إخلاء سكان القرى المجاورة للأودية ومجاري السيول إلى مناطق أخرى آمنة حتى لا يتعرضوا للاحتجاز أو حوادث الجرف التي تتضرر منها ممتلكاتهم ومواشيهم التي تنفق غرقا في بطون الأودية. وأضاف «لا تقتصر معاناة الأهالي على مخاطر السيول بل تتعداها إلى الخسائر المالية والمادية التي يتكبدونها في كل فصل شتاء». وانتقد مسفر المزيدي، من سكان قرية الجعبة، تأخر الجهات المعنية عن تنفيذ مشاريع درء أخطار السيول في قرى ومراكز محافظة بيشة خاصة وأنها تشهد العديد من الحوادث المأساوية بشكل سنوي، مطالبا بسرعة تنفيذ هذه المشاريع حتى لا تتكرر المأساة السنوية للأهالي، الذين يحتجزون في قراهم أياما عديدة لحين انخفاض منسوب المياه الجارية. علي الشهري، من سكان قرية المحالة» يقول «رغم حبنا واشتياقنا لهطول الأمطار، إلا أننا أصبحنا نخشى عواقبها وأضرارها السلبية على القرى المجاورة للأودية، والتي تفتقد للكثير من مقومات الحياة العصرية التي يحتاجها السكان». وأكد أن إقامة الجسور والعبارات على الأودية أصبح مطلبا مهما يجب تنفيذها بشكل عاجل قبل موسم الأمطار، لتحقق التواصل بين قرى ومراكز المحافظة المختلفة، مشيرا إلى أن الأهالي تقدموا بطلبات عديدة لتنفيذ جسور وعبارات في القرى ولكن طلباتهم لم تنفذ حتى الآن منذ أعوام عديدة، شهدت وفاة الكثيرين من سكان القرى جراء السيول. من جانبه، أوضح مدير إدارة الطرق والنقل في محافظة بيشة علي فطيس العلي، أن إدارته تعمل ما في وسعها لتنفيذ مشاريع درء أخطار السيول في كافة القرى التي يتسبب جريان الأودية في عزلها واحتجاز سكانها، مشيرا إلى تصميم ثلاثة جسور ضمن الأولويات في ميزانية عام 1433/1434ه، تتضمن جسر الغفرات على وادي ترج بطول 300 متر، وجسر آل الرومي بطول 180 مترا، وجسر وادي هرجاب بطول 200 متر، كما تم عمل الدراسات اللازمة لإنشاء جسور على أودية ترج والقوباء والجعبة وبيشة، والوزارة لن تألو جهدا في اعتماد هذه المشاريع وتنفيذها في القريب العاجل حسب الأولويات المجدولة.