بدأت اللجنة العسكرية المكلفة بإنهاء المظاهر المسلحة بإزالة المتاريس والسواتر الترابية وردم الخنادق من بعض شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بموجب آلية تنفيذ المبادرة الخليجية. ورافق اللجنة العسكرية المشكلة من قبل نائب رئيس الجمهورية قيادات أمنية وعسكرية من طرفي الصراع في الجيش المنقسم بين أتباع الرئيس صالح واللواء المنشق علي محسن الأحمر. وتولت دائرة الأشغال العسكرية وجهات حكومية عملية الإزالة في حين تم إحلال قوات أمنية بدلا من قوات الجيش الذي كان يتقاسم أحياء وشوارع العاصمة اليمنية صنعاء. ونصت آلية تنفيذ المبادرة الخليجية على تشكيل لجنة الشؤون العسكرية من قبل نائب الرئيس، وتحقيق الأمن والاستقرار، في غضون خمسة أيام من بدء نفاذ مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتعمل اللجنة على إنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه وإنهاء جميع النزاعات المسلحة وعودة القوات المسلحة وغيرها من التشكيلات العسكرية إلى معسكراتها وإنهاء المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن، وإخلاء العاصمة وباقي المدن من المليشيات والمجموعات المسلحة وغير النظامية وإزالة حواجز الطرق ونقاط التفتيش والتحصينات المستحدثة في المحافظات كافة. ويتقاسم الجيش الموالي لنظام الرئيس صالح مع الجيش الموالي للثورة السيطرة على العاصمة صنعاء، حيث يسيطر الحرس الجمهوري بقيادة نجل الرئيس صالح على الجزء الجنوبي من العاصمة في حين يخضع الجزء الشمالي لسيطرة قوات اللواء علي محسن الأحمر. الوحدات العسكرية والأمنية ملتزمة وأخلت اللجنة العسكرية في بداية عملها أمس الأول أكبر شوارع العاصمة من المسلحين وقوات الجيش والآليات العسكرية، حيث تم إنهاء الوجود العسكري في شارع الزبيري وشارع الستين وشارع الدائري إضافة إلى شوارع وإحياء موازية. وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة اللواء علي سعيد عبيد في بلاغ صحفي إن اللجنة العسكرية باشرت العمل على تنفيذ الوحدات العسكرية والأمنية والمجاميع المسلحة لعملية إخلاء في عدد من النقاط العسكرية والأمنية التي نشأت في الأشهر الماضية جراء الأزمة السياسية والمواجهات العسكرية التي شهدتها العاصمة خلال الفترة الماضية. وأكد أن أعضاء اللجنة المكلفين وجدوا كل التعاون من الوحدات العسكرية والأمنية التي أظهرت انضباطاً عالياً والتزاماً بتوجيهات لجنة الشؤون العسكرية. وأكد اللواء عبيد أن جميع أعضاء اللجنة يعملون بروح الفريق الواحد ويسعون إلى إنجاز مهمتهم في تحقيق الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها. مشيراً إلى أن اللجان الميدانية باشرت عملها أول أمس حيث تم إخلاء بعض مباني الوزارات والمدارس والمنشآت الحكومية وإزالة نقاط التفتيش والعربات والآليات من بعض الشوارع ولا تزال لجنة الشؤون العسكرية مستمرة في مهامها المرسومة والمحددة وفق الخطة.
تفاؤل بنجاح المبادرة الخليجية وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر قد قال في مؤتمر صحفي “إن الأممالمتحدة تريد رؤية يمن شوارعه ملك للشعب وليس للمليشيات والتشكيلات العسكرية، وأن يتمكن اليمنيون من التمتع بحياتهم اليومية وتنمية مجتمعهم حيث يرسم القادة المدنيون مستقبل البلاد وليس مَنْ يحملون السلاح” وعبر ابن عمر عن تفاؤله بالخطوات والإجراءات المتخذة حتى الآن في تنفيذ المبادرة الخليجية برغم من التحديات الماثلة وغادر ابن عمر اليمن أمس الأول إلى واشنطن لتقديم تقريره للأمين العام بان كي مون، وأكد لدى مغادرته مطار صنعاء أن الوضع في اليمن متطور وأن المجتمع الدولي يراقب ما يجري وسيظل مجلس الأمن متابعاً لما يجري على الساحة اليمنية. واستبشر سكان العاصمة صنعاء خيرا بهذه الخطوة حيث فتحت الشوارع أمام حركة السير بعد أشهر من الإغلاق والمضايقات التي كانت تواجه سكان العاصمة جراء هذه الاستحداثات العسكرية. ولم تسلم المدارس والمرافق الحكومية من الوجود العسكري من الطرفين، حيث تحولت المرافق العامة إلى ثكنات عسكرية استخدمها كل طرف لمواجهة الآخر. وكانت اللجنة العسكرية قد أنهت عملية إزالة الوجود العسكري والمظاهر المسلحة من شوارع مدينة تعز وقامت بسحب المعدات العسكرية وعناصر الجيش والمسلحين من أحياء المدينة بعد مواجهات عنيفة وعمليات حربية غير مشهودة في تاريخ المدينة.