تفتح المدارس اللبنانية أبوابها في شهر أكتوبر من كل عام، لكن بأي حالٍ عاد العام الدراسيُّ الجديد على الطلاب السوريين اللاجئين في لبنان.. هو عامٌ جديد من الترقّب والانتظار يحلّ ثقيلاً كسالفه من دون دراسة، لكن مدارس الإيمان أبت هذه المرة إلا أن تكون الحضن الوحيد شمالاً للطلبة السوريين الوافدين وفق مناهج التعليم السورية. مع إطلالة أول أيام العام الدراسي الجديد، ترتسم نظرة حزنٍ على وجوه الطلبة السوريين الذين لجأوا إلى لبنان، يعيش هؤلاء على وقع القصف والتفجيرات وأعمال القتل التي تنهش جسد وطنهم، يسترجعون دقائق الماضي في مدارس سوريا، ويتحسّرون عليها، ممنّين النفس بغدٍ أفضل. لكن، هيهات أن يُغيّر ذلك في الأمر شيئاً، فها هو عامٌ دراسيٌّ جديد يحلّ ثقيلاً، مُهدداً بالضياع كسابقه، ولم تخفف من وطأته التسهيلات التي قدّمتها وزارة التربية والتعليم لتسجيل الطلبة السوريين في مدارس لبنان، فالمناهج اللبنانية مختلفة جذرياً عن مثيلتها السورية، إذ يشكو الطلبة السوريون من اللغة الفرنسية التي تعتمدها المناهج اللبنانية بشكل أساسي. إزاء ذلك، ينقسم الطلاب بين يائسٍ من كل شيء ومتفائلٍ بالاستمرار بالتعلم، وعدم تضييع الوقت «لأن سوريا بحاجة إلى أبنائها المتفوقين دراسيّاً»، وهنا أيضاً، تبرز مشكلة تسرّب التلاميذ السوريين من المدارس بحجة عدم الفهم، وفي هذا السياق، أعلن رئيس جمعية التربية الإسلامية في شمال لبنان، غسان حبلص، أنّ مدارس الإيمان الإسلامية هي الحضن التربوي الوحيد للطلبة السوريين الوافدين، كونها ستدرِّسهم وفق المنهج التعليمي السوري بإشراف هيئة إدارية وتعليمية من التربويين السوريين. وأشار إلى أنه بذلك سيُمكِّن الطلاب اللاجئين من إكمال عامهم الدراسي كأنهم في سوريا، كاشفاً أن المواد ستقتصر على الأساسيات التي تسمح بالترفع إلى سنة دراسية أخرى، كون التدريس سيكون في الفترة المسائية، على أن يتم تأمين الكتاب المدرسي والقرطاسية مجاناً.