التغيرات التي تفرضها مرحلة المراهقة المبكرة من سن 12 14 سنة، والمتوسطة من 15 17 مرتبطة بالتغيرات والنمو الجنسي، والجسمي، والنفسي، وما ينتج عنها من نزعة نحو الاستقلالية، وإثبات الذات، من خلال العناد، والتحدي، والمغامرة، وإثبات الذات، وأن يتوافقوا مع البيئة المدرسية، ومع المجتمع. وفي المقابل، تواجه هذه الحاجات النفسية للمراهقين بمعالجة خاطئة، وأساليب في التنشئة تعتمد على الحدية بين القسوة والرعاية الزائدة. ويتميز المراهق في هذه السن بالحساسية والنمو الوجداني العاطفي، مما يجعله أكثر عرضة للاضطرابات النفسية. ومن أشهر الاضطرابات التي يتعرض لها المراهق الاضطرابات المزاجية، وأهمها الاكتئاب. ويرى «بيك» أن الاكتئاب ينتشر في مرحلة المراهقة المبكرة أكثر من انتشاره في مرحلة الرشد، وأن الاكتئاب في هذه المرحلة الحرجة من مراحل النمو تطغى أعراضها بسبب المطالب الأكاديمية والاجتماعية. وعندما يتعرض المراهق للتقييمات السلبية بسبب تقصيره الأكاديمي يتعرض للاكتئاب نتيجة تقييمه السلبي للذات. وتقييم الكفاءة الأكاديمية والاجتماعية بشكل سلبي يؤدي إلى تراجع «بزوغ مخطط الذات». ويرى «غريب عبدالفتاح»، هنا، أن المعلومات البحثية في تراث علم النفس تدل غالباً على تزامن بين صعوبة الأداء المدرسي والاكتئاب، وقد وجد في المجتمع الصيني أن التلاميذ الذين يعانون من الاكتئاب يكون مستوى تحصيلهم متدنياً. ولهذا يغفل كثير من التربويين أهمية خبرة الفشل، وخبرة النجاح في النمو النفسي، وظهور الأمراض لدى التلاميذ الصغار، ومن هذا المنطلق قد تتسبب المدرسة في نشوء المرض كإحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية، من خلال ممارسة الأدوار التربوية الخاطئة، ومن هنا يتعاظم دور المدرسة التربوي في نشأة المرض النفسي، وتكريس هوية الفشل المصاحب لمشاعر التقييم السلبية للذات والمجتمع. ولهذا يرى المختصون في علم النفس أن التلميذ يجب أن يجرب خبرة النجاح ويلامسها، لأن النجاح يولد النجاح، والفشل لا يولد إلا الفشل.