النظام السوري اليوم سلم كل المدن الواقعة في شمال شرق سوريا إلى حزب العمال الكردستاني وتوابعه وزودهم بالمال والسلاح وكل أنواع الدعم. إذ لم يعد للنظام السوري المتهالك من خيارات أخرى في شمال شرق البلاد. وهنا فإن النظام السوري يدغدغ أحلام بعض الأكراد في الاستقلال على الأراضي السورية. كما حصل معهم في العراق نسبياً بعد غزوه واحتلاله. لكن الغالبية العظمى من الأكراد تعرف أن هذا الاتجاه يجلب على الشعب الكردي الدمار والخراب في ظل الظروف الحالية في المنطقة ويرى هؤلاء أن دعم الثورة السورية اليوم يعد ذا جدوى استراتيجية. فهذا الدعم قد لا يجلب لهم الاستقلال الفوري لكنه يحسن أوضاعهم إلى حد كبير ويرفع عن شعبهم الظلم ويمنع استخدام قضيتهم كورقة قذرة في خلافات دول المنطقة. ولعل ما يساهم في هذا التوجه هو الدعم العربي الاقتصادي والسياسي للأكراد، وإن كان تحت الطاولة في معظم الأحيان والسعي إلى تحسين علاقاتهم مع تركيا ولو بشروط الحد الأدني، وحث حكومة العدالة والتنمية على مواصلة تقديم ما يلبي حاجة الأكراد من حقوق في تركيا. يقابل ذلك أن العلاقات الكردية مع إيران وحكومتها في بغداد تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، لأسباب كثيرة لعل من أهمها البعد الطائفي الذي تلبسه إيران وتوابعها للصراع في المنطقة.