وبعد الثورة السورية، التي اتخذت بوضوح منحى طائفيا كما أراد لها النظام القوي، انحاز الأكراد عموما للثورة، فهم سنة بنسبة %95أو أكثر، والأكراد الشيعة هم فقط في مدينة كرما نشاه الإيرانية. هذا الانحياز أدى إلى أن يكون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض كرديا وهو السيد عبدالهادي سيدا. وهذا الانحياز أدى إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر في كردستان العراق لدعم الجيش السوري الحر وأدى إلى أن يقوم الأكراد بحماية نائب رئيس الجمهورية العراقي السيد طارق الهاشمي المحكوم اليوم غيابيا بالإعدام من المالكي رئيس حكومة إيران في العراق. هذا الانحياز السياسي والطائفي والاستراتيجي لم يمنع قيام النظام المتهالك في سوريا بالعودة إلى اللعب على الورقة القديمة ودعم جماعة حزب العمال الكردستاني ضد تركيا وهي جماعة منبوذة مع توابعها في العراق وسوريا وتلقى بعض التعاطف لدى أكراد تركيا خصوصا في أوساط الذين ظلمتهم الحكومات التركية المتعاقبة. الخطير في الأمر والذي يقض مضاجع إيران وحكومتها في العراق وحتى تركيا، هو أن يصبح الأكراد كلهم حلفاء الثورة السورية المرشحة للانتصار. وعلى هذه الحال فإن سوريا المستقبل ستكون صاحبة دور خطير في كل هذه المنطقة، وربما هذا ما يفسر التردد في دعمها من تركيا والاكتفاء بمناورات لدعم الثورة لا تحسم المعركة، قبل التيقن من حصة الأكراد فيها. غدا نواصل.