أكد قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا ‹›أفريكوم››٬ الجنرال كارتر هام، أنه لا توجد خطط لتدخل عسكري أمريكي في شمال مالي حتى ولو تعلق الأمر بالمساعدة الإنسانية٬ مبرراً حديثه ب «وجود منظمات دولية في وضع أفضل لتقديم المساعدة». وقال المسؤول الأمريكي، الذي يزور الرباط مرفوقا بنائبة مساعد وزير الدفاع المكلفة بالشؤون الإفريقية «أماندا جي دوري»، إن الأخطار التي تحدق بالمنطقة أضحت عابرة للحدود. وشدد على أن أي توسع لأنشطة «القاعدة» أو»جماعة أنصار الدين» أو أي تنظيم إرهابي آخر سيشكل خطرا على استقرار المنطقة، داعيا إلى التنسيق من أجل مواجهة هذه الأخطار من خلال وضع خطط استباقية لمواجهة أي طارئ. ودعا المسؤول الأمريكي المغرب والدول المجاورة للساحل إلى منع امتداد وتوسع تنظيم القاعدة وجماعة أنصار الدين والتيارات المتطرفة الموجودة في دولة مالي، معتبرا أن امتلاك المغرب قوات عسكرية قوية ومستقرة يساعد على مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة. وفي سياقٍ متصل، أشار قائد القيادة العسكرية في إفريقيا إلى أن مباحثاته مع المسؤولين العسكريين المغاربة تتمحور حول التخطيط لتدريبات عسكرية جديدة لقوات «أفريكوم» والفرص المتاحة لإجراء مزيد من التدريبات المشتركة، وتعزيز التعاون مع المغرب. ووصف الجنرال هام العلاقات العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة ب «علاقة شراكة يستفيد منها الطرفان»، وأعرب عن عزم بلاده الإبقاء على هذه العلاقات قوية، مبرزا أن المغرب قام بدور طلائعي خلال السنوات الأخيرة في تكوين القادة العسكريين بإفريقيا. على خط آخر، يدرس المغرب رفقة إسبانيا والجزائر والبرتغال احتمال التدخل العسكري في مالي لوضع حد للجماعات المسلحة الإسلامية، علما بأن حكومة مالي طلبت رسميا من المجتمع الدولي التدخل للقضاء على الجماعات المسلحة شمال البلاد. وجاءت البادرة على هامش المناورات العسكرية التي تجري في منطقة قادش غرب مضيق جبل طارق ويشارك فيها المغرب وإسبانيا والبرتغال والجزائر، حسب مصادر تابعة لوزارة الدفاع الإسبانية. وأبرزت المصادر نفسها أن وزير الدفاع الإسباني، بيدرو مورينو، ونظيره البرتغالي، خوسي بيدرو برانكو، والوزير المنتدب في الدفاع المغربي، عبداللطيف لوديي، وممثل وزارة الدفاع الجزائرية، الجنرال علي خيديري، بحثوا الوضع الخطير في منطقة مالي وطرحوا تسطير عملية ما للتدخل أمام النتائج التي تهدد الاستقرار في هذا البلد الإفريقي التي يمكن أن تتسبب في ارتفاع ملحوظ للنشاط الإرهابي في الساحل. ومن المتوقع رفع الاقتراح إلى قيادات هذه البلدان لتفعيله، خاصة في ظل تنامي تحركات التنظيمات المتطرفة في المنطقة، لكن يبقى أمر التدخل العسكري في حاجة إلى قرار دولي ومشاركة فعالة لدول المنطقة علاوة على فرنسا والولايات المتحدة.