شن قيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن هجوماً على التيار السلفي الجهادي، متهماً إياهم بأنهم يعملون بأوامر من المخابرات الأردنية، ما أشعل اشتباكاً إعلامياً حاداً شغل الساحة الأردنية لعدة أيام. بدأ الاشتباك مطلع الأسبوع الماضي بتصريحات لنائب رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي، أحمد الزرقان، قال فيها على فضائية محلية: إن السلفيين الجهاديين اعتصموا أمام السفارة الأمريكية للاحتجاج على الفيلم المسيء للإسلام بإيعاز من المخابرات الأردنية، دون أن يوضح سبب ذلك الإيعاز. وكان الزرقان يرد على اتهامات لجماعة الإخوان بأنها تجنبت الاعتصام أمام السفارة الأمريكية لعدم إغضاب واشنطن. وقال الزرقان “بعد أن أوعزت المخابرات لبعض مشايخ السلفيين بالاعتصام أمام السفارة الأمريكية قررنا ألا نذهب إلى هناك”. وفي رد فعلٍ على تصريحات الزرقان، قال القيادي في التيار السلفي الجهادي، أبو سياف، ل”الشرق”: إن على الزرقان، الاعتذار علناً للتيار السلفي الجهادي. واعتبر أبو سياف، في تصريحات ل “الشرق” أن الزرقان في غنى عن فتح جبهة مع السلفيين، وأضاف: “نتمنى عليه أن لا يجر السلفيين إلى نزاع دنيوي، والإخوان في غنى عن فتح جبهة معنا”. وأوضح أبو سياف، أن تصريحات الزرقان، أساءت للسلفيين الجهاديين، وأوضح أنهم تركوا التصريحات يومين دون ردٍ، عملا بمبدأ إهمال الباطل بعدم ذكره، ولكنهم اضطروا إلى الرد بعد أن تعرضوا للأذى من الاتهام الذي هو محض افتراء، وأكمل: “رجل بمقام الزرقان، تمنَّينا عليه لو تحرى الدقة”. وأشار أبو سياف، إلى مسيرة الإخوان المسلمين المنتظرة الجمعة المقبلة، وقال: “تمنينا لو خرجوا بخمسين ألفا نصرةً للرسول الكريم، وليس من أجل الانتخابات”. وختم بالقول: “إذا كان كلام الزرقان، صحيحا فليبرز مصادره، وإذا تبين خطأه فلا بأس أن يتراجع ويعتذر عنه”. أما القيادي في التيار الجهادي، أبو محمد الطحاوي، ففضل عدم التعليق، لكنه قال: إن الحركة الإسلامية (الإخوان) اعتذرت للسلفيين، حيث اتصل به عددٌ من قادتها، وأبلغوه أن ما جرى هو “زلة لسان وهفوة”. وكان التيار السلفي نفذ اعتصاماً أمام السفارة الأمريكية في عمان للاحتجاج على الفيلم المسيء، فيما فضّل الإخوان تنظيم مسيرة وسط العاصمة في الموقع المخصص للمسيرات الأسبوعية.