كشف المشاركون في لقاء «تفعيل الاستراتيجيات الإدارية لنشاط الحج والعمرة» قرب الانتهاء من الاستراتيجية الوطنية للحج، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأوضح عضو فريق الاستراتيجية الدكتور فايز صالح جمال، خلال اللقاء الذي نظّمته كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة أمس الأربعاء، أن الأعداد الغفيرة للحجيج تفرض ضرورة توفير الخدمات لضيوف الرحمن على أسسٍ من التخطيط العلمي، مع توفير البعد الأمني للحفاظ على سلامة الحجيج، ومراعاة البعد الروحاني لشعيرة الحج. وأكد الدكتور فايز جمال، من خلال أطروحةٍ للدكتوراة قدمها في اللقاء، أن مشكلة النفايات في منى، وكيفية التخلص منها في وقت قياسي، فضلاً عن توفير مزيدٍ من دورات المياه، وتحسين خدمات نقل الطعام إلى الحجاج، وإمكانية تحويل منطقة منى إلى مبانٍ وعمارات بدلاً من المخيمات، تمثّل أهم التحديات في الوقت الراهن. من جهته، قال مدير إدارة التدريب في حرس الحدود العميد الركن ناصر المطيري: إن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي أهمية كبيرة للبعد الأمني، وتسعى دائما إلى تحقيق التميز بتوفير الأمن والحرص على سلامة الحجيج منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة وحتى عودتهم إلى بلادهم. وبيّن أن الأجهزة المعنية ستضع لوحات إرشادية بكل اللغات لإرشاد الحجيج في كل أماكن وجودهم في مكةالمكرمة. وذكر عضو هيئة التدريس في كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور سعود بن محمد مندورة، أن المملكة تستقبل 1.7 مليون حاج، خلال الموسم الذي يبدأ من غرة ذي القعدة ويستمر حتى ال15 من محرم من كل عام، ما يتطلب جهدا كبيرا في تقديم الخدمات المناسبة. فمثلاً تقدم الجهات المعنية خمسة ملايين وجبة طعام يوميا لضيوف الرحمن، كما أن الحجيج يسكنون في ثلاثة أرباع منازل مكةالمكرمة، وهذا كله يضيف أعباءً كثيرة تنتج عنها بعض السلبيات. ودعا رئيس قسم إدارة الموارد البشرية في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور خالد ميمني، إلى مراعاة البعد الاقتصادي لموسم الحج أو المنافع التي وردت في القرآن الكريم، مشيراً إلى أن أسعار الخدمات التي تقدمها مؤسسات الطوافة ما زالت ثابتة منذ ثلاثين عاماً، في حين أن أسعار هذه الخدمات وما تقدمه هذه المؤسسات تزداد، في ظل حاجة تلك المؤسسات الخدمية إلى تحقيق هامش معقول من الربح. وبيّن أن التزاحم يتطلب إيجاد حلول مناسبة، نظراً لأن الزيادة في الأعداد تفوق التطورات التي تطرأ على الخدمات رغم أهميتها وتكلفتها العالية. وقال: إن كلفة جسر الجمرات بلغت سبعة مليارات ريال، ومع ذلك يشكو البعض أحياناً من الازدحام عليه، رغم أنه يتألف من خمسة طوابق، ويصل طوله إلى كيلومتر واحد، وعرضه إلى 18 متراً، وعليه 12 مخرجاً، و12 مدخلاً. ودعا ميمني، إلى ضرورة إيجاد حلول مناسبة لتحديات مواسم الحج خلال الأعوام ال 13 المقبلة، حيث سيكون الحج في هذه الأعوام في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. من جانبه، دعا عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة الدكتور طلال دارين، إلى ضرورة التكامل في وضع الخطط حتى تحقق هذه الخطط ما يتأمل منها. وقال: إن غياب التكامل كفيل بتعطيل تلك الاستراتيجيات. وأضاف أن نقل الحجاج يستلزم 35 ألف رحلة بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة بواقع سبع رحلات لكل حافلة.