كشف المشاركون في فعاليات لقاء (تفعيل الاستراتيجيات الإدارية لنشاط الحج والعمرة) الذي جاء في أولى فعاليات اللقاء العلمي الشهري لكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة يوم أمس، أن الفريق الذي يتولى وضع الاستراتيجية الوطنية للحج شارف على الانتهاء من وضع الاستراتيجية الوطنية الشاملة وأن نتائج الاستراتيجية ستظهر قريباً. من جهته، أكد عضو الفريق المشارك في وضع هذه الاستراتيجية الدكتور فايز جمال أن فريقه يضم نخبة من المتخصصين والمعنيين بالحج والعمرة من مختلف الوزارات، ومؤسسات الطوافة والأدلاء، والجامعات والمعاهد المتخصصة في المملكة، موضحاً أن المملكة لديها مخزون كبير من الخبرات في إدارة الحشود، علاوة على ما تملكه من تجارب في التعامل مع ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات وممن يجيدون مختلف اللغات، وينتمون لثقافات متنوعة، على اختلاف مذاهبهم الإسلامية، إضافة إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في التعامل مع الحشود البشرية مع مراعاة خصوصية الحج والعمرة لدى المسلمين. وأوضح جمال أن لدى مؤسسات الطوافة خبرات عمرها 200 عام في خدمة الحجيج، إضافة إلى وجود حوالى 100بعثة تتعاون أثناء موسم الحج، مشيراً إلى الأعداد الغفيرة للحجيج التي تفرض ضرورة إيجاد التخطيط العلمي لتوفير الخدمات لضيوف الرحمن، مع توفير البعد الأمني للحفاظ على سلامة الحجيج، وتوفير البعد الروحاني الذي يجعل الحاج يؤدي الفريضة وهو في حال روحانية وإيمانية تناسب هذه الشعيرة العظيمة. كما طرح خلال اللقاء دراسة علمية تهدف إلى إكرام الحجيج وتوفير الراحة وتحقيق البعد الأمني لهم، والتمكين من أداء المناسك بشكل علمي مدروس مع تطبيق نماذج عالمية عدة في هذه الدراسة، مشيراً في هذا الصدد إلى كثرة عدد الحجيج من الخارج والداخل واجتماع جميعهم في وقت واحد وفي رقعة جغرافية محدودة. وحول مشكلات مواسم الحج أجاب جمال «مشكلة النفايات التي تكون موجودة في منى، وكيفية التخلص منها في وقت قياسي، وكذلك توفير أعداد كثيرة من دورات المياه، وتوفير خدمات نقل الطعام إلى الحجاج للتخلص من الطبخ في المخيمات بوسائل بدائية، وأيضاً إمكان تحويل منطقة منى إلى مبان وعمارات بدلاً من المخيمات». من جهته، أوضح عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد مندورة أن استقبال الحجيج يتطلب جهداً كبيراً في تقديم الخدمات المناسبة، إذ إن الجهات المعنية تقدم خمسة ملايين وجبة طعام يومياً لضيوف الرحمن، كما أن الحجيج يسكنون في ثلاثة أرباع منازل مكةالمكرمة، لافتاً إلى حدوث بعض السلبيات والتي تتم دراستها والعمل على تلافيها في المواسم المقبلة. وشدد رئيس قسم إدارة الموارد البشرية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور خالد ميمني على ضرورة الاستفادة من البعد الاقتصادي لموسم الحج أو المنافع التي وردت في القرآن الكريم، لامحاً إلى ثبوت أسعار الخدمات التي تقدمها مؤسسات الطوافة منذ 30 عاماً، في حين ازدياد كلفة تلك الخدمات، فمع حصول مؤسسات الطوافة شرف خدمة ضيوف الرحمن إلا أنها يجب ان تحقق هامش ربح معقول. وطالب ميمني إيجاد حلول للتزاحم الشديد إذ إن أعداد الحجيج تتجاوز التطورات التي تطرأ على الخدمات رغم أهميتها وكلفتها العالية، مشيراً إلى أن جسر الجمرات بلغت كلفته سبعة مليارات ريال ومع ذلك يشكو البعض أحياناً من الازدحام على هذا الجسر المكون من خمسة طوابق وبطول كيلو متر وعرض 18 متراً وعليه 12 مخرجاً و 12 مدخلاً.