لوح الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال حميد شباط، بنسف الحكومة الحالية، من خلال دعوته إلى تعديل حكومي، يوسع من تمثيله للمرأة، ويضم عناصر تمثل منطقة الصحراء، الغائبة عن التركيبة الحكومية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية. وقال شباط الذي انتخب في ساعة متأخرة من أمس الأول، أمينا عاما لأعرق حزب سياسي في البلاد ، خلفا لرئيس الحكومة السابق عباس الفاسي، إنه من غير المعقول، أن لا تتضمن الحكومة صحراويا، وأن تكون تمثيل المرأة بوزيرة واحدة، وهي الإشارة التي رد عليها عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة بالقول، إن حزب الاستقلال، من شركاء العدالة والتنمية، مستبعدا طرح موضوع التعديل الحكومي في هذا الوقت بالتحديد. مصادر مقربة من الأمين العام الجديد للاستقلال، أكدت أن المطالبة بتعديل حكومي مسألة وقت فقط، على اعتبار أن شباط، عبر في العديد من المناسبات، عن عدم رضاه عن مردود عدة وزراء من حزبه، وانتقدهم علانية، وهو ما رد عليه عباس الفاسي رئيس الحكومة والأمين العام السابق، بالقول “إن التعديل الحكومي اختصاص دستوري لجلالة الملك الذي من حقه إقالة الوزراء وتعيينهم”، مضيفا أنه من السابق لأوانه تقييم عمل الوزراء. وشكل انتخاب شباط الحدث الأبرز في المنظومة السياسية بالمغرب، على اعتبار انها المرة الأولى التي يلجأ فيها الحزب إلى الانتخابات بدل التوافقات، حيث تم سحب البساط من تحت أقدام العائلات الكبرى في البلاد، التي تعاقبت على مسؤولية الحزب منذ تأسيسه، بعدما تمكن حميد شباط النقابي المثير للجدل، ومختار مدينة فاس، من خطف الأضواء، وهزم عبد الواحد الفاسي، نجل الأب الروحي للحزب، علال الفاسي بحصوله على 478 صوتا مقابل 458 صوتا لمنافسه، ليصرح بعد ذلك، بان من أولوياته ترتيب البيت الداخلي وتقوية الأداء الحكومي، في إشارة إلى التعديل الحكومي المرتقب الذي نادى به في مناسبات متعددة، مؤكدا أن هدفه في المرحلة التي سيقود حزبه فيها هو “تزكية دور الاستقلال ضميرا للأمة المغربية”، وأنه سيعمل على تقوية الديمقراطية الداخلية للحزب وجعله حزب مؤسسات قادر على مواجهة التحديات المطروحة في مختلف المجالات٬ مشيرا إلى أن الديمقراطية الداخلية كانت مطلبا لجميع الاستقلاليات والاستقلاليين. وأضاف شباط أن اتباع الآلية الديمقراطية، من شأنه إفراز قيادة قوية لتدبير المرحلة المقبلة، في سياق التحولات التي يعرفها المغرب، بعد اعتماد دستور جديد منح للأحزاب مكانة مهمة في الحياة العامة، مؤكدا أن اتباع الآلية الديمقراطية من شأنه أن يمكن الحزب من تجاوز كل الصعاب والاكراهات التي ستواجهه في المرحلة المقبلة. وظهرت بوادر الانشقاق داخل الحزب العريق مباشرة بعد انتخاب شباط أمينا عاما، بعدما قرر عبد الواحد الفاسي وأنصاره بينهم وزراء وقياديون بارزون الإنسحاب من جلسة انتخاب اللجنة التنفيذي وسحب ترشيحاتهم، حيث رد شباط على المنسحبين بطريقة تهكمية متهما إياهم بعدم قبول النتيجة. يذكر أن حميد شباط الذي بدأ مساره المهني في حرف بسيطة كالميكانيكا، يتولى مسؤولية الأمانة العامة لنقابة الاتحاد العام للعمال في المغرب، وهي ذراع حزب الاستقلال، لها شعبية كبيرة ضمن المنظومة النقابية العمالية في البلاد. الرباط | بوشعيب النعامي