لوطننا حق علينا أجمعين أن نحسن الشكر لله الذي جعله الأفضل بين بقاع الدنيا، ولغة الفرح التي عمّت أرجاء الوطن جاء بعضها بنكد، فقد ضجت الشوارع بلغة دخيلة، وتعبير ممجوج، يحتاج إلى إعادة صياغة، وطننا وهبه الله حكاماً يخافون الله ويحسنون القيادة، ومن يعدّ ذلك نوعاً من التزلف عليه أن يسال نفسه هل جرب الهجرة بحثاً عن المال؟ مثل الملايين الذين يقاسموننا العيش بأمن وأمان، وهل جرب الخوف مثل المشردين بلا خطيئة؟ وهل جرب معانة الجوع التي كانت عليها البلاد قبل توحيدها ولمّ شتاتها؟ وهل جرب أن يُمنع أو يُحرق من أجل دينه أو أداء صلواته، وهل جرب الضرائب التي تجعلك تعمل طوال العام وتكد وتفنى وفي النهاية تقاسمك الحكومة نصف رزقك ك(الإنجليزي والفرنسي والأمريكي والأسترالي… إلخ)، وهل جربت أن تنام بأمان وتصبح على حين غرة وقد فقدت بيتك ومؤمنتك (العراقي والسوري مثالان)! وهل فكرت أن تكون الدراسة الجامعية مكلفة مادياً بدلاً من مجانيتها؟ وحصولك على مكافأة علاوة على المجانية؟ (كإنجلترا وفرنسا واليونان وإسبانيا) بما يعادل 14 ألف دولار، هل جربت أن تسير في الطرقات وتدفع رسوماً لها كمعظم دول أوروبا وأمريكا وكثير من دول العالم. سبحان الله! مساجدنا في كل مكان ونصلي بأمان وبيوتنا أمنة وننعم بالأمن وسياراتنا فارهة وأكلنا يجبى لنا من كل مكان، والماء ومثله البنزين بأقل التكليف. ألم يقرأ بعضنا عن تلك القرية التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فماذا فعلت أشكرت أم كفرت بأنعم الله؟ ماذا حدث لها بعد ذلك؟ أذاقهم الله لباس الجوع الخوف، أليس كذلك؟ وفي الحديث (من كان آمناً في سربه ومعافى في جسده وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا… ليس ربع الدنيا ولا نصفها، إنما الدنيا كاملة). لذا فإنه من الواجب علينا جميعاً أن نشكر الله تعالى على هذه النعم، وأن نحسن الشكر لولاة الأمر، وإظهار الفرح، لا بالإزعاج الممقوت، ولا أن يفرح علينا الأعداء، لذا فإنه يتوجب على مؤسساتنا أن تفكر في إعداد ساحات ومسارح تحتضن من يريد إبداء فرحة بدلاً من غلق الشوارع وإزعاج المواطنين والأجانب والعرب بالمهاترات التي تحصل وسط الشوارع. للوطن حق ولكن بطريقة حضارية لا تخدش الحياء وتضرب الحركة المرورية وتعطل الشوارع!