أكد عدد من الكتاب والمثقفين أن المشهد الثقافي، بحاجة إلى فضاء جديد، وملامسة الواقع من خلال حضور المرأة الحقيقي في العمل الثقافي، وأن لا تكون مجرد، حالة تكميلية مثلما يحدث في بعض تلك المؤسسات. ووجهوا رسائل عبر «الشرق» إلى رؤساء المؤسسات الثقافية في البلاد، مع انطلاقة الموسم الثقافي الجديد، في الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون بفروعها المختلفة، لتتضمن مطالبهم الثقافية من هذه المؤسسات العمل، وأمنياتهم خلال الموسم الثقافي الجديد مجمعين على ضرورة الرهان على الجيل الجديد. لا تخذلوا المرأة قال القاص عمرو العامري «رؤساء الأندية الأدبية في المملكة، أتمنى عليكم الرهان على الشباب والشابات، والبحث عن الأسماء الجادة والبعيدة عن الضوء، والابتعاد عن الأسماء المكرسة التي أخذت فرصتها إعلامياً». وأضاف «لا تنتظروا أن يطرق المثقف باب النادي. تواصلوا معه واكسروا السائد والروتيني والمكرر. أخرجوا الثقافة بعيداً عن عباءات الأكاديميين والمنظرين»، مختتما رسالته بقوله «راهنوا على الوعي والمتغيرات، ولا تخذلوا المرأة باسم العادات والتقاليد، وفي نهاية اليوم تبقى الثقافة نبلاً وصدقاً ووعياً». الثقافة الجادة عبدالعزيز الشريف فضَّل الشاعر عبدالعزيز الشريف أن يبدأ رسالته بالحديث عن أمنياته الملحة، «إنها الأمنيات التي تلاحقنا، وهي بالتالي بحثنا الدائم كمثقفين نتابع مشهدنا الثقافي بكل ما له وما عليه. وتأتي الأندية الأدبية في مقدمة الأمنيات بنتاجها المنبري والطباعي من خلال أنشطتها الثقافية. وكثيراً ما كنا نتحدث إما سلباً، أو إيجاباً، عن هذه المخرجات الثقافية». وزاد «رغم اجتهادات بعض هذه الأندية في تحقيق نشاط منبري ومنجز طباعي متميز، إلا أنها تظل في دائرة الاجتهاد فقط، وتقابلها بعض الأندية التي تقع في دائرة السلبي، وعدم تحقيق الحد الأدنى من درجات الرضا عند المثقف، فلو استعرضنا هذه المناشط لوجدناها لا تخرج عن دائرة التكريس والعلاقات العامة، بينما نجد ابتعاد المثقف الحقيقي القادر عن أروقة الأندية الأدبية، مما ترك الفرصة كاملة لمن هم خارج فضاء الثقافة، ولهذا كان المُخرَج سيئاً، ولم يرق لدرجات الوعي بأهمية ودور المثقف التنويري في صنع مشهد ثقافي جاد». وتابع «أجد أن هذه الأندية بحاجة إلى دعم مادي أكبر، لأن المشروعات الثقافية تقوم بها الدول لحاجتها إلى خطط استراتيجية مواكبة لتطور المجتمع من حولها. وما دامنا في دائرة الأمنيات، فإنني أتمنى أن أرى الثقافة الجادة وقد وصلت إلى طبقات المجتمع كافة». أحلام مؤجلة خالد قماش اختار الشاعر والكاتب خالد قماش مخاطبة رؤساء المؤسسات الثقافية عامة، قائلاً: «صديقي.. ثمة أحلام مؤجلة، وأمانٍ تتقلب على جمر الانتظار فيما يخص الشأن الثقافي، ولكن دعنا نتفاءل كلما تفتّحت وردة، ونتوهّم بدء فصل الربيع، فإشكالية المؤسسات الثقافية أنها ورثت تركة المؤسسات الحكومية والخدمية، فلم تستطع أن تتخلص من تعقيدات الإجراءات وبيروقراطية المعاملات التي يفترض أن تكون هذه المؤسسات الثقافية متحررة من كل هذا الثقل الإداري والتعامل الرسمي الرتيب والطويل». وأوضح «نطمح أن توسّع جمعيات الثقافة والفنون أنشطتها، ولاسيما بعد التشكّل الجديد لمجلس إدارتها، فالمواطن المختنق يأمل في مسرح حديث، وصالات سينما، ومعاهد للموسيقى، وصالات لشتى الفنون والإبداعات، وألا تقتصر الأنشطة على مواسم بأعمال شكلية لا ترقى إلى العمل الاحترافي الفني. ومن ناحية أخرى، نرجو أن يكون للأندية الأدبية دور أكثر فعالية في المجتمع، وأن يقيم شراكة حقيقية بينه وبين مؤسسات المجتمع ودوائره الحكومية المغلقة، وأن يصل للشارع ويتماس مع رجل الشارع، ويكسر كل الحواجز النفسية والعوائق الفكرية بين الإنسان وبين ذلك المبنى المنعزل، بقصد أو بدون قصد». وختم قماش رسالته بحديث عن تجربة الانتخابات، موضحا «نأمل من الوزارة أن تعيد النظر في لائحتها المثقوبة، وتعيد صياغتها بما يتلاءم ويتناسب مع تطلعات المثقفين الحقيقيين، وليس المثقفين المزيفين».