تكررت المشاهد المزعجة من بعض من يستغلون عطلة اليوم الوطني في السنوات الماضية، من تعطيل لحركة المرور، إزعاج للمارة، التحرش بالعائلات والمعاكسات. رغم أننا كل عام نتوقع مجموعة من الإجراءات التي تمنع وقوع تلك المناظر المزعجة، فالحل لدى الأجهزة الأمنية هو إغلاق بعض الشوارع الرئيسة، وتحويل الحركة لبعض الشوارع، والقبض على مجموعة بسيطة، أما الجهات الأخرى مثل أمانات المدن فهي في غياب تام فلا برامج أو احتفالات على قدر المناسبة تشد الشباب وتحتويهم. في مدينة الرياض عاصمة الدولة السعودية، يقطنها حوالي ستة ملايين نسمة، لا توجد برامج مشوقة لليوم الوطني والنتيجة أصبح اليوم الوطني لسكان الرياض يوماً مقلقاً بسبب الزحام، وتكدس الحركة المرورية، وإغلاق إدارة المرور الموقرة للطرق. وقد تمر ساعات وأنت تحاول أن تشق طريقك خارج منزلك، وساعات تحاول البحث عن طريق لدخول منزلك، لو تم عمل عرض جوي من قبل القوات الجوية الملكية السعودية، يليه مثلاً عرض عسكري في أحد الطرق الرئيسة أو أحد المواقع تكون هذه الفعاليات قبل غروب الشمس، ويتم إقامة حفل غنائي ضخم في استاد الملك فهد الدولي يحيه اثنان أو ثلاثة من كبار الفنانيين السعوديين، لو تمت هذه الخطوة هل سيفضل الشباب الرقص في الشوارع وإغلاق الطرقات على الجلوس في حفلة غنائية يحييها كبار الفنانين. رسالة للمهندس عبدالله المقبل أمين مدينة الرياض، مثلما تقوم الأمانة في مواسم الإجازات بعمل العروض والاحتفالات والمسرحيات، لماذا لا تخصص حفلات غنائية للشباب الذين يشكلون 60% من تعداد سكان المملكة، فلا ينبغي علينا تهميش هذه الشريحة في المجتمع. لقد ولى زمن المجاملات وسيطرة البعض من خلال مخيمات ومراكز صيفية لمكتبات المساجد، التي كانت نتيجتها في مناطق مختلفة وجود من يغذون الإرهاب فيها ومن يغررون بالشباب ويدرب الشباب على استخدام الأسلحة (حسب لقاء سابق للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة)، هذا وطن كامل بمذاهبه ومناطقه وتياراته لايجب تهميش كل ذلك التنوع المذهل من أجل شريحة محدودة.