لو تأملنا في سطور قصص هذا الزمان لوجدنا أن هناك أشخاصاً لديهم قوى تُشابه قوى السحرة في تلك القصص الأسطورية القديمة!! فبعضهم يمتلكون عديداً من تلك البلورات السحرية التي تعرض لنا بالصوت والصورة أحداث مُغيبه عن أنظارنا والبعض الآخر يمتلكون تلك العصا السحرية التي تنزف سحراً منسقاً في أسطر تقرأها العين فتُبهر، وتُقنع العقولَ كما تؤمن بها الأفئدة، لتصنع الكثير من مبادئنا. كما أن لهم القدرة على اختراق البيوت المغلقة وبث الأفكار في أي مكان وأي زمان كان، فتمكنوا في الأيام الأخيرة من التفرقة بين رئيس وقصره، وبين جاهل وجهله، وبين حق وسالبه، وبين ظالم وظلمه، وكان هنالك أيضا النقيض عند بعضهم فقد أظهروا الظالم بشكل مظلوم، وكتموا حقا أرادَ الظهور وآلفو أموراً خدعوا بها الناس لمصالحهم.. فهي قدرة تنوعت أشكالها وطرقها، منها المشاهد والمسموع والمكتوب. تلك القدرة وجدت داخل أُناسٍ مثلنا لقبوا ب«إعلاميين» فبلوراتهم أسموها شاشات عرض، وأقلامهم أخذت مكان تلك العصي السحرية وغلبتها. إنهم الآن وسيلة الاتصال بأحداث العالم، وطريقتنا في إيجاد الترفيه، وألسنتنا عند الرغبة لإبداء الرأي ومراجعنا القوية في أخذ الأخبار والتقوى بالمعلومات أينما كانت، ولكن دائماً هناك سحر ينقلب على أهله، فعند استخدامنا هذه القدرات وتمكينها لأناس تنقصهم الثقافة والوعي والدين يخسر مجتمع هذا الزمان كثيراً، فالإعلام سلاح ذو حدين بكل أنواعه إذ استلمته أيدٍ أمينة فالجميع بأمان وإذ كان في أيدٍ ينقصها الكثير لتمتلكه فهو سيفسد الكثير من الأمور حوله. ولو تأملنا الإعلام حديثا سنعلم جميعاً أننا منساقون له وأن سقف الإعلام قد علا وأصبح حراً بعد ظهور الحرية الإعلامية في ما يسمى بالإعلام البديل على شاشات الإنترنت مثل اليوتيوب والتويتر، فلقد أعطي الجميع الحق في إظهار الرأي والتعبير. فيا ليتنا لا نشوه ملامح الإعلام ببثور برزت فيه لمجرد الشهرة عن طريق اتباع مسارات خاطئة فننشر مايقولون لمجرد النشر! فإننا نُغير بتلك التوجهات نهج أمم لمجرد إبرازها وتكرارها وتنميقها أو حتى انتقادها. ويا ليت الإعلاميين يعلمون الآن أن مجتمعي ذكي كفاية ومثقف بالفطرة ليختاروا المصداقية والمفيد مما سيقدمون لهم دوماَ، فنحن نتبع كل جديد من الثقافة والإعلام ولكن لن نتبع دوما نهج من آتى بها فليس منزها عن النقصان، سنبحث عن الكلمة المفيدة لا عمن أخبر عنها.