يحل “الأمير الصغير” المسافر بين المجرات الذي أسعد كثيراً من الأطفال، في مدينة طرفاية جنوب المغرب في الفترة الممتدة ما بين 23 و25 نوفمبر المقبل في مهرجان تكريمي لمؤلفه أنطوان دي سانت إكزوبيري. وأعلن عن برنامج المهرجان خلال ندوة صحافية بحضور وزير الثقافة المغربي، إضافة إلى حفيد المؤلف، ورئيس مؤسسة أنطوان دي سانت إكزوبيري للشباب، فرنسوا داغاي، وابنه أوليفييه داغاي. ويقول المنظمون إن موضوع المهرجان يدور حول “التكنولوجيا في خدمة الإنسان والبيئة” تكريماً للذكرى الخامسة والثمانين لتولي سانت إكزوبيري إدارة مطار مدينة كاب جوبي، أو طرفاية، وإبراز القيم الكونية التي تشبع بها المؤلف، واستمد كثيراً منها من أهل الصحراء. المهرجان حسب بيان للمنظمين سيناقش مواضيع تهم المستقبل كإدارة الثروة المائية، ومصادر الطاقة المتجددة والنقل والاختراعات، حيث يستهدف الشباب بالأساس. ويعرض المهرجان كذلك مؤلفات الطيار والكاتب الفرنسي الشهير لإبراز العلاقة الحميمة التي كانت تجمعه بالصحراء، وخصوصاً مدينة طرفاية التي كانت محطة أساسية في تاريخ البريد الجوي، الرابط بين تولوز وداكار، خصوصاً خلال عامي 1927 و1928. وتحتضن مدينة طرفاية نصباً تذكارياً عبارة عن طائرة تؤرخ لمقر كان الطيار في البريد الجوي، وهي الخدمة الأولى لنقل البريد جواً، يتخذه في المدينة الصغيرة محطة أساسية وحلقة وصل في خط البريد الدولي بين أوروبا وإفريقيا. وتعتبر قصته التعبيرية “الأمير الصغير” من أشهر قصص أدب الأطفال في العالم، وهي رواية يحكي فيها تفاصيل حادثة واقعية تعرض لها برفقة أحد أصدقائه، مما أجبرهما على الهبوط بطائرتهما المعطلة في صحراء ليبيا. وكاد العطش يقتلهما لولا أن أنقذتهما إحدى الأسر البدوية بالماء والطعام والإسعاف. ولم ينس إكزوبيري وقائع هذه الكارثة التي مثلت له في الوقت نفسه رمزاً لإنسانية غير محدودة يمتلكها أناس بسطاء يعيشون داخل خيام في عمق الصحراء على معاني الشرف والنبل والكرم. ولم تكن “الأمير الصغير” روايته الوحيدة، فقد كتب عام 1929 رواية “بريد الجنوب”، وهي أول مؤلف روائي للطيار الفرنسي، كتبه برأس خوبي الاسم الذي اشتهرت به طرفاية حينها. كما كتب “أرض الرجال” التي جسد فيها كثيراً من الخصال الإنسانية النبيلة المميزة لإنسان الصحراء، وقد حازت هذه الرواية الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية. ولقي انطوان دو سانت إكزوبيري حتفه سنة 1944 حين تحطمت طائرته في البحر الأبيض المتوسط قبالة مرسيليا عندما كان يقوم بمهمة استطلاعية خلال الحرب العالمية الثانية، ولم يعثر على جثمانه إلا في سنة 1988 على الساحل الفرنسي قبالة مرسيليا. أ ف ب | الرباط