تواصلت في مصر أمس التظاهرات ضد الفيلم المسيء للرسول الكريم، ونُظِّمَت عشرات الوقفات الاحتجاجية في مختلف محافظات الجمهورية لهذا الغرض، يأتي هذا فيما استمرت لليوم الرابع على التوالي الاشتباكات بين متظاهرين غاضبين وقوات الأمن المصرية في محيط السفارة الأمريكية وسط القاهرة. وشهد ميدان التحرير المتاخم لمحيط السفارة الأمريكية تظاهرة رمزية تحت شعار «لا للإساءة للرسول»، دعت إليها قوى سياسية ودينية احتجاجا على الفيلم المسيء. وفي بيانٍ لها، قالت جماعة الإخوان المسلمين إنها حينما قررت الدعوة إلى وقفات احتجاجية اليوم الجمعة أمام مساجد مصر نصرةً للنبي محمد كانت تهدف إلى إشراك جموع المصريين في هذه الوقفات لإعلان غضبة الشعب المصري في كل المحافظات وليس في ميدان التحرير بالقاهرة فقط. وتابعت الجماعة «نظراً لتطور الأحداث في اليومين الماضيين قررت الجماعة المشاركة في ميدان التحرير بشكل رمزي حتى لا يستثمر أحد التظاهرات في التعدي على الممتلكات والأرواح كما حدث في عدة مرات سابقة». وأهابت الجماعة بالقوى المشاركة في وقفة التحرير التعبير عن الاحتجاج بشكل حضاري وسلمي يتناسب مع حضارة شعب مصر وقيم الإسلام. لكن الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط السفارة الأمريكية تواصلت لليوم الرابع على التوالي، وفشلت محاولات أحد مستشاري الرئيس محمد مرسي في وقف نزيف الدماء. وشوهدت سيارات تابعة للشرطة المصرية محروقة عند مداخل السفارة الأمريكية، حيث تمركز المتظاهرون، وأغلبهم من الصبية الغاضبين، وقاموا بإلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف على الشرطة التي ردت بإطلاق كثيف للغازات المسيلة للدموع. وقال المتظاهر أحمد جمال (19 عاما) «جئت للسفارة لاقتحامها ردا على الفيلم المسيء للرسول»، متابعا ل «الشرق»، بينما كان يعاني من اختناق بسيط من الغازات التي ملأت المنطقة «لا نرضى أبدا بذلك الاعتذار وردنا سيكون شديدا». أما شادية صابر، 33 عاما، متعطلة عن العمل، فقالت «لن نقبل سوى بتسليمنا المسؤولين عن الفيلم لمحاكمتهم هنا»، وتابعت شادية، التي ترتدي النقاب، «إذا لم يحدث ذلك فعلى الإدارة الأمريكية الاستقالة». إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصادر في وزارة الصحة والمستشفى الميداني أن أعداد المصابين تجاوزت أكثر من 250 مصابا منهم 35 من قوات الأمن، لكن أحدا منهم ليس في حالة خطرة، فيما ألقت السلطات المصرية القبض على أربعين شخصاً متهمين بإثارة الشغب والفوضى في محيط سفارة الولاياتالمتحدة. ونظرا لاستمرار الاشتباكات، أقامت السلطات المصرية حاجزا إسمنتيا، كعادتها خلال كافة الاشتباكات الماضية، للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقال مصدر أمني ل «الشرق» إن ثلاثين تشكيلا أمنيا يتمركزون في موقع الأحداث وإن الأمن لن يسمح إطلاقا باقتحام السفارة. بينما أكد مصدر مصري في السفارة الأميركية أن موظفي السفارة أُمِرُوا بعدم الحضور للعمل أمس الأول، وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، «هناك حالة من الضبابية والقلق تسيطرعلى المشهد داخل السفارة، ولا نعرف متى أو كيف سنعود للعمل». مجموعة من السيدات يشاركن في تظاهرة ضد الفيلم المسيء نظمت أمس، في ميدان التحرير بمصر (الشرق)