الدمام – إبراهيم جبر شجاعة وموقف الملك فيصل وراء انطلاقة التليفزيون السعودي أحمد الهذيل وسعد خضر أول من رأيتهما من الفنانين السعوديين جاء أحمد تاج الدين إلى السعودية ليعمل كمخرج لمدة سنة «مخرج ومنتج»، فطال به المقام خمسين سنة، وهو لا يزال يعيش في بلده الثاني مع أبنائه الذين ولدوا وتربوا في الرياض التي لا يستطيع أن يفارقها. في هذا الحوار، نوثق لحياة وأعمال تاج الدين، الذي خدم البلد، في زمن بدايات التليفزيون السعودي: * حدثنا عن بداياتك مع التليفزيون السعودي. - انضممت إلى التليفزيون السوري عام 1960، وكان لدي برنامج أقدمه اسمه «خيمة حماد». وكان عباس غزاوي، – يرحمه الله- يحضر مؤتمر وزراء الإعلام في الأردن، ثم جاء إلى الشام وشاهدني أقدم «خيمة حماد» بشخصية بدوية، فقال لي إنه يجهز لانطلاق التليفزيون السعودي «إذا بدك نبعث لك عقد». وفعلاً وصلني عقد بعد شهرين. وصلت إلى الرياض في 3/ 3/ 1385ه، الموافق 1/ 9/ 1965ه، وفي نيتي البقاء سنة واحدة، وامتدت تلك السنة إلى الآن، أي خمسين سنة تقريباً. * عاصرت بداية التليفزيون السعودي، والرعيل الأول. تحدث لنا عن تلك الفترة؟ - البداية كانت في محطة مؤقتة، وكان بعض الموظفين قادمين من تليفزيون «أرامكو». ثم هدموا المكان وانتقلوا إلى فيلا في الشارع الثاني، وبدأوا في التجهيز لمحطة تليفزيون الرياض، وكان عبدالرحمن الشبيلي مديراً للمحطة. وأذكر مراد تركستاني، وفوزان الفوزان – رحمهما الله- وأذكر محمد العودان، والمصور الدوخي، والفنان التشكيلي محمد السليم، رحمه الله. * من حضر معك من الإخوة السوريين في البداية؟ - بشير مارديني، ومنذر النافوري- يرحمه الله- وزهير الأيوبي، وماجد الشبل. * حدثنا عن عملك «ماكيير» في مسلسل «فارس الصحراء»؟ - أنا لم أحضر ك «ماكيير» لكنني أخذت دورات فيه عندما كنت في التليفزيون السوري، ووقتها لم يكن بالإمكان ابتعاث فنيين إلى الخارج بسبب التكلفة العالية، فكانوا يستقدمون مخرجاً لإجراء دورات تدريبية في التليفزيون، وكنا نحضر هذه الدورات، وكانت هناك دورات إضاءة، ودورات مكياج، ودورات صوت، ودورات في الإخراج، والسكريبت والسيناريو. هذا في بداية انطلاقة التليفزيون السوري عام 1960م، وكانوا يحضرون مدربين من فرنسا، ومن بريطانيا، وكنا نحضر تلك الدورات للعلم بالشيء. * ومن تذكر من الفنانين السوريين الذين زاملتهم وعملت معهم في سوريا؟ - نهاد قلعي – يرحمه الله- ودريد لحام «غوارالطوشة»، وهشام المالح، وخلدون المالح، الذي أصبح لاحقاً مديراً عاماً للتليفزيون السوري. وأهم أعمالي هناك فيلم «عقد اللولو» وفيلم «مساعد المختار». * هل لحبك ل نهاد قلعي – يرحمه الله- ودريد «غوار»، سميت أبناءك «نهاد»، و«دريد»؟ - نعم، لحبي لهما، فهما رفيقا عمري. * من كان الفكر المحرك «نهاد»، أم «غوار»؟ - نهاد فنان تراجيدي. وهو مَن كان يكتب، أما غوار فكان الإطار فقط، و»ابن المصلحة». كنا وراء كثير من أعماله وأفكاره. * ماذا عن محمد الماغوط – يرحمه الله- ؟ - محمد الماغوط إعلامي كبير، وكاتب وشاعر. التقى الاثنان به بعد مجيئي إلى السعودية. * يستغرب كثيرون موقف دريد «غوار» السلبي من الثورة السورية، ما رأيك؟ - أنا جئت عام 1965م، إلى هنا، ومن أربعين سنة لم أجتمع معه. هذا موقف شخصي بينه وبين النظام في الشام. * ألا يفترض من فنان بحجمه، أشغلنا سنوات طوال بمسرحياته التي يدافع فيها عن المواطن العربي المظلوم، أن يدافع عن الشعب السوري الذي يظلم الآن في سوريا؟ - الفنان يتخذ مواقفه حسب الجو الذي يعيش فيه. * اذكر لي بعض الفنانين السعوديين الذين عاصرتهم في بداية قدومك إلى السعودية؟ - أول الممثلين السعوديين أحمد الهذيل، وأخوه محمد، وسعد خضر، وعلي إبراهيم. وأذكر محمد العلي، وسعد الفريح، والحماد، وعلي زامل، والطويان، وعبدالعزيز المبدل، والمفرح. * ما هي أول الأعمال التليفزيونية التي نفذتها للتليفزيون السعودي في الرياض؟ - كتبت تمثيليات خاصة للأطفال، وأغاني، ووضعت ألحاناً، منها «حامل اللقب»، و«موت امرأة»، و«جابر عثرات الكرام»، وكنا في كل أسبوع نقدم حلقة. * هل لقيتم التشجيع اللازم آنذاك لمواصلة العمل بإبداع في هذا المجال؟ - هناك أشخاص يشجعوننا، وآخرون يحبطوننا. وأروي لك موقفاً شجاعاً في بداية انطلاقة التليفزيون السعودي، وكان رجل ذلك الموقف الملك فيصل- يرحمه الله- كان الملك فيصل قد عمل وزيراً للخارجية لسنوات قبل أن يصبح ملكاً، وبعد أن طاف بلاد العالم عرف أن التليفزيون جزء من حضارة جديدة مقبلة، وضرورة لا مناص منها، في حين أن كثيرين يجهلون ذلك، وكانت هناك أصوات ترفض بشدة التليفزيون، لكنه تمسك برأيه. * من هم مسؤولو محطة تليفزيون الرياض آنذاك؟ - عباس غزاوي كان مدير عام الإذاعة والتليفزيون، ومدير المحطة عبدالرحمن الشبيلي. * ما هي أول تمثيلية أنتجها التليفزيون السعودي في الرياض؟ - أول تمثيلية كانت «جابر عثرات الكرام» من تأليفي، كتبتها وقدمتها لجميل الحجيلان لأخذ الموافقة على تصويرها، فكتب على النص «لا مانع من ظهور المرأة على أن يكون دورها فاضلاً ولباسها محتشماً». وشارك في تمثيلها أحمد الهذيل، ومحمد الهذيل، وأنا، ومن جدة العرضاوي- يرحمه الله- وأظهرنا المرأة من خلال الشباك، وقامت بدور الزوجة امرأة فاضلة هي زوجة الدكتور خوازقي، وكانت موظفة في وزارة العمل. وعملت أيضاً «وفاء زوجة»، ومع إبراهيم الحمدان «الشقة غلط»، و«أحلام سعيدة»، و«سعدون» لسعد خضر، وبرامج العرائس «عائلة أم حديجان» مع عبدالعزيزالهزاع. عبدالعزيز الحماد