أضاعَ: «غوار» وجهَهُ لما أنْ مات: «محمد الماغوط». وعبثاً حاول: «غوار» أن يَظْفرَ له ب: «وَجْهٍ» من بين كومةِ وجوهٍ مُلْقاةٍ بين الأقدامِ ابتغاءَ أن يسترَ ما تعرّى منه، بيدَ أنَّ كلَّ تِلكَ المحاولاتِ قد باءتْ بفشَلٍ شهِدَهُ المقربون. الأمر الذي عجَّلَ بِنَعي: «غوار» قَبلَ أن يشتغل الآخرون بتَأْبين: «الماغوط»! ولم يجد الناعون ل: «دريد لحام» أفضلَ من هذا البيتِ: له وجهٌ بعد ما ضاع وجهُهُ فلم تدرِ منها أيُّ وجهٍ تُصَدِّقُ إي واللهِ..، فمنذ ماتَ «الماغوطُ» و: «دريد لحام» يسجلُ متوالياتٍ من حالاتِ فشلٍ آلت به -هذه المتواليات- إلى أن يترهل في ثوبِ: «مهرجٍ» تمكن حينها: «النظام البعثي» من أن يُحِيلَ: «غوار» إلى دميةٍ فارغةٍ! وكان هذا من قبل: «الثورة السورية» بكثير، وبرهانُ ذلك: برامجه في: «قناة المنار» وانحيازه -جملةً وتفصيلا- إلى: «حزب الله»، ثم جاءت: «الثورة» وكانت بحقٍ القشةَ التي قصمت ظهرَ بعير «لحام» إذ ألفيناه على رأسِ قائمة العارِ متصدرا إياها بفارق -نقاطٍ- عمن يليه!، وكان يمكنه أن يصمت -وفق رأي: أصالة.. ومحمد آل راشي- أو في أضعف الإيمان كان من الأوفق لتاريخه أن يقتصد في تصريحاته إزاءَ: «بشار» مراعاةً لمشاعر أهل الضحايا، وكان حسْبُهُ الإفادة من تجرِبة العار التي لحقت: «فناني مصر» فيما قبل الثورة وما بعدها.. ولعله يمكننا القول: إنها: «الثورة» حينما تأبى إلا أن تُمَزّق كلَّ السُّتُرِ ويتميّزُ فيها من كان بفنه يؤدي: «رسالة» عن آخر تَبَدّى على حقيقتهِ التي من شأنها أن تقْذِفَهُ في قعرِ مزبلةِ التاريخِ ليكون بذلك جارا ل: «نجدة أنزور» وباسم ياخور وآخرين. إلى ذلك فقد شن الناقد والكاتب المسرحي السوري: «حكم البابا «حملةً على فناني سوريا عبر صفحته في الفيسبوك إذ قال: «عيب يا فناني سوريا، هذا شعبكم الذي يتظاهر ويموت من أجل الحرية، عيب حديثكم عن مؤامرة خارجية وعصابات مسلحة، وأنتم تعرفون أن المخابرات هي التي تعتقل وتعذب وتقتل». واستطرد البابا قائلا: «عيب يا أستاذ دريد لحام، وأنت تعرف أن شبيحا من آل شاليش عام 1999 تعرض لعائلتك بأقذع الألفاظ، وأن اللواء زهير حمد استدعاك عام 2007 للتحقيق معك من أجل تصريح صحفي ولم يحترم قيمتك الكبيرة، التي يقدرها هذا الشعب الذي أحبك وأسهم في صنع نجوميتك، ولا يطالب بأكثر من حريته اليوم، وينزل بصدور عارية ليواجه أشرس آلة قمع في التاريخ». فعلا لهو العيب بكل ما في كلمة «عيب» من حمولةِ معانٍ من شأنها أن يُودّع: «غوار» على إثرها الحياة مكللا بكل هذا السخط «الجماهيري». ذلك أنه لم يأل جهدا في «كسر كأس الوطن» ويسهم في مباركة نثر أشلاء السوريين على «الحدود» ويبيع «الضيعة» كلها! وبخاصة أن «بشار» قد منحه ثمنَ مواقفه الأخيرةِ «أرضا زراعية مملوكة للأهالي!. ما يمضنا وجعا أن الفنَ «رسالةٌ» لكن لدى فناني «الغرب» وحسب.. ما أقول غير رضي الله عن عمرو بن العاص حيث قال عنهم: «.. وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ اَلْمُلُوكِ».