لفتت عملية قتل السفير الأمريكي في ليبيا يوم أمس، الأنظار إلى الحركات السلفية الجهادية التي تنمو في ليبيا كما في سائر البلدان العربية. ويعتقد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الباحث الأردني حسن أبو هنية، أن تلك الجماعات تتجه شيئاً فشيئاً إلى النمو واكتساب القوة والسيطرة. ويصف أبو هنية، أنصار الشريعة بأنها جماعات هلامية ليس لها هيكلية واضحة ولا تاريخ معروف، ولا رأس، كما أنها ليست على تواصل مباشر مع القاعدة. وقال أبو هنية في حديث ل»الشرق»: إن جماعة أنصار الشريعة في ليبيا نشأت كما نشأت جماعات مماثلة بنفس المسمى في عدد من دول ثورات الربيع العربي، وهي جهادية ذات طابع شعبوي، أي تعتمد على الحركة في العلن، وليست نخبوية كتنظيم القاعدة. وذكّر أبو هنية بتنظيم أنصار الشريعة في اليمن، الذي سيطر على أبين وشبوة، كما أشار إلى جماعة أنصار الشريعة في مالي، وأخيراً ظهرت جماعة أنصار الشريعة في ليبيا وفي تونس. وهي كلها ذات جذور سلفية وتقليدية وعشائرية، وتلتقي جميعها على نصرة الشريعة كعنوان عام.وبخصوص جماعة أنصار الشريعة في ليبيا قال أبو هنية: إنها غير مرتبطة بالقاعدة، مشيراً إلى أنها ظهرت مع بداية الثورة الليبية، وتعتمد على الجو الديني العام الذي يسود في شرق ليبيا، وفي بنغازي خصوصاً. ورغم قرب علي بلحاج من هذه التيارات في البداية إلا أنه توجّه في خط آخر، وأنشأ حزب الوطن، بينما بقي بعض أنصاره ضمن تيار أنصار الشريعة.وأكد أبو هنية، أن هذا التيار ليس على علاقة بالقاعدة، وأن العملية التي نفذها جاءت متوافقة مع الطبيعة الشعبوية للتنظيم، وأنها جاءت كرد فعل على الفيلم الأمريكي، رغم أن أعضاء أنصار الشريعة لم يشاركوا في المظاهرات. ويستشهد أبو هنية، بأن عملية مقتل القيادي في القاعدة أبو يحيى الليبي لم تجد ردود فعلٍ كبيرة من هذه المجاميع، ولكنه لا يستبعد أن تكون جماعة أنصار الشريعة والتنظيمات المشابهة نواةً لتنظيمات في المستقبل تكون أكثر ارتباطاً بالقاعدة. ويصف أبو هنية، تنظيمات أنصار الشريعة بأنها تنظيمات وسيطة شعبوية، تمثّل مرحلة انتقالية بين فضاء التيار السلفي الجهادي وتنظيم القاعدة.