أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس، مقتل القيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، السعودي سعيد الشهري، في عملية نوعية للجيش اليمني بمحافظة حضرموت. وقالت وزارة الدفاع إن الشهري قُتِلَ في العملية مع ستة آخرين من عناصر القاعدة، الذين كانوا برفقته، وعدَّ مسؤول في الجيش اليمني مقتل الشهري ضربة موجعة للقاعدة. في المقابل، تحدثت مصادر محلية ل «الشرق» أن طائرة أمريكية استهدفت مجموعة من عناصر القاعدة في وادي حضرموت، يُعتَقدُ أن الشهري كان بينهم، ونفت المصادر أن يكون الجيش اليمني هو من نفذ العملية. وقالت المصادر إن الشهري كان على متن سيارة تابعة لتنظيم القاعدة، عندما استهدفته طائرة أمريكية من دون طيار بصاروخ أدى إلى مقتله ومن معه. وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت العام الماضي مقتل الشهري أثناء تركيبه متفجرات، غير أنه ظهر بعد ذلك لينفي نبأ مقتله. وتتهم السلطات اليمنية الشهري بالضلوع في عدد من العمليات التي وقعت في البلاد، منها التفجيرات الانتحارية التي استهدفت السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر 2008. ويُعد الشهري حسب الرواية الأمنية اليمنية الرجل الثاني في القاعدة في جزيرة العرب بعد أمير التنظيم، كما أنه خبير المتفجرات في القاعدة. مسؤول عسكري ينفي من جانبه، نفى قائد في العمليات الحربية باليمن علمه بمقتل الشهري، قائلا ل «الشرق» إن المواقع الإلكترونية وبعض القنوات تناقلت نبأ مقتله على الرغم من أن الجهات الرسمية لم تؤكده حتى ليلة البارحة. وأكد المسؤول اليمني أن بلاده تتمنى القضاء على القاعدة وعناصرها؛ كي يرتاح اليمنيون منها ومن أعمالها، وأضاف أن مثل هذه التأكيدات حول مقتل عناصر التنظيم تُعلَن في حينها. إلى ذلك، علمت «الشرق» أن غارات مكثفة شنتها قوات الجيش اليمني والأمن المركزي خلال الأسبوعين الماضي والجاري، أوقعت حصيلة من القتلى في صفوف القاعدة التي تنشط بمعدلات متفاوتة في أبين وزنجبار والبيضاء. وكان قائد الأمن المركزي في اليمن، اللواء فضل القوسي، قال إن القاعدة تحاول تنويع خططها بعمليات إرهابية وسط المدن لتخفيف الضغط عليها في الجبال والمناطق الخفية. رضا في النماص الشيخ فهد بن دعبش وفي النماص، عمَّت مشاعر الرضا أفراد قبائل آل وليد التابعة لمركز وادي زيد في المحافظة الواقعة شمال عسير، بعدما وصل إلى مسامعهم نبأ مقتل سعيد الشهري المدرج ضمن قائمة المطلوبين ال 85 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية منذ ما يزيد عن عامين. وحاولت «الشرق» الاتصال هاتفياً بوالده علي بن جابر الشهري المقيم في محافظة خميس مشيط، إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة. إلى ذلك، نفى الشيخ فهد بن دعبش، شيخ قبائل آل وليد التي ينتمي لها المطلوب، علمه بمقتله في اليمن، وتمنى أن يصحَّ النبأ «لأن هذا هو مصير كل من خرج على الدين والوطن وقيادته منتهجاً الإرهاب والتكفير»، حسب قوله. وأكد الشيخ بن دعبش وقوف قبائل آل وليد صفاً واحداً مع القيادة ضد كل من يحاول إثارة الفتن، وتقديمهم في سبيل ذلك الغالي والنفيس، انطلاقا من مبادئ الدين الحنيف، التي تحث على حماية العقيدة والوطن، مجدداً العهد والبيعة من قبائل آل وليد لقادة الوطن الأوفياء. وعدَّ بن دعبش أن «سعيد» يمثل نفسه فقط، ولا يمثل أفراد قبيلته وأسرته المشهود لها بالخير والصلاح، مضيفاً أن قبائل بني شهر كافة يدينون ما أقدم عليه هذا المجرم – حسب وصفه – من أفعال مشينة، ويجددون ولاءهم لوطنهم وقيادتهم و»يقفون صفا واحدا مع أبناء هذه البلاد في وجه المفسدين الخونة المجرمين كسعيد وزمرته»، وفق تعبيره. وكشف بن دعبش أن «سعيد» كان قد أقدم على تكفير أبيه وجماعة المسجد، وتعمد عدم الصلاة معهم، مشيراً إلى أنه كان سجيناً سابقاً في معتقل جوانتانامو، وعاد إلى السعودية قبل أن يلتحق بتنظيم القاعدة. والد سعيد الشهري