عشية الذكرى الحادية عشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفيما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة باليمن سعيد الشهري، و 6 من مرافقيه في عملية وصفتها ب"النوعية" بوادي حضرموت؛ لفت مصدر أمني يمني رفيع في اتصال مع "الوطن" إلى أن مقتل الشهري تم بقصف نفذته طائرة أميركية دون طيار صباح أمس لسيارة كان يستقلها و6 من مرافقيه في "وادي العين". وحول جنسيات المرافقين للشهري أكد المصدر أنه لم يتم التعرف على هوياتهم بعد، وأن ذلك سيتم عن طريق الdna. في حين تطابقت روايات مصادر عسكرية يمنية رفيعة مع المصدر الأمني اليمني، من أن "سيارة الشهري تعرضت لقصف جوي مباغت أثناء مروره بالقرب من أحد المخابئ الآمنة التي أنشأها التنظيم حديثا". وأشارت المصادر ذاتها إلى أن "مصرع الشهري مثل تتويجا لعملية تعقب استخباراتية ناجحة للاستخبارات اليمنية منذ أسابيع، حددت مكان وجوده، قبيل أن يتم اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ الضربة الجوية". في حين أبدى أحد مستشاري الرئيس اليمني على قناة العربية في وقت متأخر أمس تحفظه على تأكيد مقتل الشهري قائلا: "لا نؤكد ولا ننفي مقتله لحين التأكد من هويته". وفي محافظة النماص، حيث يتحدر الشهري من قبائل آل وليد، أكد شيخ القبائل التابعة لمركز وادي زيد، الشيخ فهد بن دعبش في تصريح إلى "الوطن" أن المطلوب الشهري ضمن قائمة ال85 لدى وزارة الداخلية ويعد "ضالا وخارجا على دينه وولاة أمره وأهله، ولا يمثل إلا نفسه". تزامن مرور 11 سنة على هجمات 11 سبتمبر، مع الإعلان عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب السعودي سعيد الشهري، جراء تعرضه وعدد من مرافقيه لقصف جوي مباغت أثناء مرورهم بالقرب من أحد المخابئ الآمنة التي أنشأها التنظيم حديثاً في "وادي العين" في منطقة وادي حضرموت، حسبما أكدت مصادر عسكرية يمنية مسؤولة ل"الوطن". واعتبرت المصادر أن مصرع الشهري يمثل تتويجا لعملية رصد وتعقب استخباراتية ناجحة نفذتها السلطات اليمنية منذ أسابيع، وتمكنت من خلالها من تحديد منطقة وجود الشهري، قبيل أن يتم اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ ضربة جوية مباغتة بطائرة بدون طيار، أسفرت عن مصرعه و 6 مسلحين كانوا بمعيته. وحول جنسية ال6 الذين كانوا يرافقون الشهري، أكدت المصادر أنه لم يتم التعرف على هوياتهم بعد، مبينا أن ذلك سيستغرق بعض الوقت لأخذ البصمات والاستدلال على هوياتهم عن طريق الdna. وأضافت المصادر أن الشهري كان قد غادر قبل مصرعه بثلاثة أشهر إلى الصومال، لتنسيق عملية إمداد مسلحي القاعدة في أبين بمقاتلين، لدعم صفوفهم في المواجهات المسلحة التي خاضوها مؤخراً ضد الجيش، وأنه تمكن من دخول البلاد مجدداً بالتسلل عبر البحر قبيل أن ينتقل مع عدد من ناشطي التنظيم ومعظمهم من السعوديين إلى منطقة وادي حضرموت، عقب تأمين أحد المخابئ الآمنة. وظل مع زعيم التنظيم في جزيرة العرب والسكرتير السابق لأسامة بن لادن ناصر الوحيشي، قبل أن يتوجه إلى منطقة وادي حضرموت. تجدر الإشارة إلى أن سعيد الشهري أعادته السلطات السعودية من معتقل جوانتانامو عام 2007 ومن ثم ألحق ببرنامج المناصحة الخاص بالمتطرفين، إلا أنه عاد إلى تطرفه والتحق بالقاعدة في اليمن ليصبح نائب زعيم التنظيم. وشكل مقتل الشهري، ضربة موجعة جديدة لتنظيم القاعدة بعد نجاح الجيش اليمني في طرده من محافظة أبين الجنوبية التي وقعت تحت سيطرة المتطرفين في 2011. كما تأتي هذه الضربة بعد سلسلة الغارات التي نفذتها طائرات من دون طيارعلى التنظيم، مما أسفر عن مقتل عدد من قيادييه، وآخرهم كان خالد باتيس، الذي يعد العقل المدبر للهجوم على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ في 2001. شيخ آل وليد: لا علم لنا بمقتله النماص: حسن عامر نفى شيخ قبائل آل وليد التابعة لمركز وادي زيد بالنماص الشيخ فهد بن دعبش، أن يكون لديه علم بمقتل نائب تنظيم القاعدة في اليمن المطلوب سعيد الشهري، الذي ينتمي لقبائل آل وليد بالنماص. وأكد الشيخ فهد أن "سعيد ضال وخارج على دينه وولاة أمره وأهله"، مضيفاً أن "الجميع يقف فداء للوطن، ومواجهاً لأعدائه بكل ما أوتينا من قوة، مقدمين في سبيل ذلك الغالي والنفيس، انطلاقا من مبادئ ديننا الحنيف، الذي يحثنا على حماية العقيدة والوطن"، مشيرا إلى أنه لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل أفراد قبيلته وأسرته المشهود لها بالخير والصلاح. وجدد الشيخ فهد باسمه واسم كافة أفراد قبيلته، العهد والولاء لقيادة هذا الوطن، مؤكداً وقوفهم صفا واحداً ضد كل مفسد ومجرم يحاول المساس بأمن الوطن ومقدراته. في المقابل تم الاتصال بوالد سعيد، علي بن جابر الشهري، والمقيم في محافظة خميس مشيط بمنطقة عسير إلا أنه لم يتم الرد. مقتل الشهري .. الضربة الأقوى للتنظيم بعد اغتيال بن لادن المشوح : سقوطه سيهز أتباعه وسيشتت قاعدة اليمن جدة : ياسر باعامر قال خبراء ل"الوطن" إن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة السعودي سعيد علي الشهري في عملية نوعية نفذها الجيش اليمني، يعد أقوى ضربة للتنظيم الذي أعلن فرعاه في السعودية واليمن اندماجهما في يناير 2009 تحت مسمى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، بعدما نجحت السلطات السعودية في محاصرة التنظيم إثر سلسلة نجاجات أمنية أجبرت قيادات التنظيم وكوادره على الهجرة صوب اليمن والاستفادة من عوامل الفوضى فيه . خبير الحركات الإسلامية المسلحة فاضل الوصابي أعطى مجموعة مؤشرات سياسية تتعلق بأبعاد ودلالات الحدث الذي اعتبره أنه يصب في خانة توجيه رسائل يمنية سعودية بأن الاستقرار الأمني يجب أن يسود المنطقة بأي ثمن كان، فيما الرسالة الثانية من مقتل الشهري تتموضع في إرسال صنعاء عدة مؤشرات للقوى السياسية الداخلية التي تتعاطف مع القاعدة خاصة من أركان النظام السياسي السابق أن الاستقرار الأمني سبيل إلى الاستقرار السياسي، وأن ليس أمام اليمن سوى خيار الاستقرار وخلع عباءة أنه منطقة خصبة لأعضاء التنظيمات المسلحة. أما الدلالة الثالثة التي جاءت على لسان الوصابي تتموضع في محيط المجتمع الدولي وبعد أيام قليلة من مؤتمر المانحين في الرياض تتعلق بجدية تحول اليمن نحو التخلص من عوامل عدم الاستقرار. ويؤكد رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عبد المنعم المشوح أن مقتل الشهري يعد الحدث الأبرز هذا العام بعد مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن في 2 مايو 2011 على يد الأميركيين في أبوت أباد الباكستانية.وأضاف المشوح في حديثه إلى "الوطن" أن مقتله سيوثر كثيراً في عملية المناصحة بين الشباب وخاصة أن الشهري يحمل جينات القاعدة الفكرية التأسيسية ويعد من الجيل الأول للتنظيم وكان مقرباً جداً من ابن لادن. وأكد في سياق حديثه أن سقوطه سيهز كثيرا أتباعه فالرجل يحمل كاريزما خاصة، وستتأثر كثيراً القاعدة في اليمن بعد مقتله نظراً للتشتت الحاصل بين أفرع التنظيم. وتوقع المشوح انحسار التنظيم في اليمن خاصة أن الجيل الثالث والرابع لا يحمل أبعاد التنظيم الفكرية،ويظهر ذلك في نوعية العمل المسلح الذي يخوضونه كالاختطاف على سبيل المثال لا الحصر. أما الباحث في شؤون الحركات الإسلامية سامي عبد الله فرأى أن مقتل الشهري قبل يوم واحد فقط من ذكرى هجمات 11 سبتمبر يعد رسالة قوية من صنعاء للأميركيين، من أن اللعب بورقة القاعدة انتهت ولم يعد لها وجود في القاموس السياسي اليمني خاصة أن الثورات العربية أفرزت بشكل واضح أن منهج الجماعات المسلحة أضحى غير مرغوب فيه.
11 سنة على هجمات سبتمبر..الإرهاب في تراجع مستمر حصار منطقة القبائل دفع بقيادات التنظيم ل"الهجرة" إلى إفريقيا إسلام أباد: جاسم تقي تحل الذكرى الحادية عشرة لأحداث سبتمبر 2001 وتنظيم القاعدة في تراجع مستمر وتشتت عقب مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في الثاني من مايو 2011 بمدينة أبوت أباد. وبعد مقتله فقدت القاعدة قياديين كبارا في التنظيم، وتلقت ضربات موجعة تساقطت معها أبرز أوراقها الرابحة في هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار. وفي باكستان ترى القيادة العسكرية والأمنية أنها لعبت دوراً محورياً في محاربة التنظيم المتشدِّد، وأسهمت في حماية المجتمع الدولي من شروره. لكن تلك الإنجازات لم تكن قطعاً بدون مقابل أو ثمن، فقد قدمت إسلام أباد 5 آلاف من جنودها ثمناً لتلك المهمة الجسيمة من بينهم ضباط من ذوي الرتب العالية، إضافة إلى 40 ألف من المدنيين الذين قضوا نتيجة الهجمات التي شنتها القاعدة والمنظمات المتشددة المتعاونة معها. وإذا كان اكتشاف وجود ابن لادن في الأراضي الباكستانية طيلة هذه الفترة ومن ثم قتله ، إلا أن السلطات الرسمية أكدت عدم علمها بذلك، مشيرة إلى أن الذين تعاملوا معه ودعموه يمثلون بعض العناصر المارقة، أو الذين كانوا يجنون من وراء بقائه منافع شخصية. وقد كشفت الوثائق التي عثرت عليها القوات الأميركية الخاصة في الفيلا التي قتل فيها المطلوب الأول للمجتمع الدولي أن الحكومة وقيادات الجيش والشرطة لم تكن فعلاً على علم بالمجمع وما يحدث فيه. كما كشفت أنه كان يدير العمليات العسكرية ضد القوات الأطلسية في أفغانستان من جهة والأجهزة الأمنية الباكستانية من جهة أخرى بالتنسيق مع حركة طالبان بقيادة الملا محمد عمر. وتفيد وثائق أخرى بأن قرار تنفيذ العمليات العسكرية والانتحارية في أفغانستانوباكستان كان يتخذ بواسطة ثلاثة أشخاص هم ابن لادن نفسه ونائبه أيمن الظواهري وزعيم طالبان الملا محمد عمر. وقد ركزت إدارة الرئيس أوباما جهودها في اعتقال أو تصفية ابن لادن بأي ثمن، ولأجل ذلك نشرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية عملاءها في مختلف مناطق القبائل الباكستانية تحت الإدارة الاتحادية (فاتا) لرصد قيادات القاعدة وطالبان فيها. ونشطت في تصفية رموز التنظيم، ولأجل ذلك زادت عمليات حرب الطائرات بدون طيار بصورة كبيرة، تارة بالتعاون مع المخابرات العسكرية الباكستانية في تحديد مواقع قيادات القاعدة، وتارة وحدها عندما ترتفع الأصوات الداخلية المعارضة لهذا التعاون. وفرضت على منطقة القبائل ما يشبه الحصار الجوي، مما اضطر كثيراً من قيادات القاعدة للهجرة إلى شمال أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية. وربما كان الهدف من تلك الهجرة هو صرف النظر عن المكان الذي يوجد فيه زعيم التنظيم، إلا أن نشاط عملاء الإدارة الأميركية أثمر أخيراً عن تمكن الطبيب الباكستاني شاقيل أفريدي من تحديد مكان ابن لادن. ويشير مسؤولون مطَّلعون إلى أن أفريدي قام بتنظيم حملة تطعيم زائفة أفلح من خلالها في جمع معلومات مهمة قدمها للأميركيين، وكانت بداية الخيط لتنفيذ عملية تصفيته. ومهما يكن من أمر التصفية، إلا أن الحقيقة التي تبدو واضحة هي أن التنظيم المتشدد الذي أفلح قادته في التخفي طيلة تلك الفترة، تلقى صفعات قوية، ربما تكون مقدمة لنهايته. فقد دمرت قيادات التنظيم العملياتية، وخسرتنظيم القاعدة كبار زعمائه، وإن كان اختيار الظواهري لرئاسته يشير إلى الاستمرار في استهداف المصالح الأميركية والغربية. عموماً تبقى "القاعدة" لغزاً محيراً فشل كثير من المحللين في توصيف حالته الراهنة بعد مقتل زعيمه. ويختلف التقييم بصورة كبيرة من محلل إلى آخر، فبينما يعتقد بعضهم أنه لم يعد قوة حقيقية تهدد الغرب وحلفاءه، يؤكد آخرون أنه ما زال موجوداً ولديه قادة نشطون، لاسيما في شمال أفريقيا وبعض الدول الآسيوية، وفي شبه الجزيرة العربية، حيث تنشط الحكومة اليمنية مدعومة بطائرات الدرون الأميركية في استهدافهم.