افتتح سعادة الأستاذ علي ميحد السويدي وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس المجلس التنفيذي لمكتب التربية العربي لدول الخليج، صباح اليوم الإثنين، اجتماعات الدورة العادية الرابعة والسبعين للمجلس بفندق الريتس كارلتون بالرياض. وقال الأستاذ السويدي في كلمته: “من المناسبات السعيدة على نفوسنا في مسيرة التعاون التربوي المشترك انعقاد المجلس التنفيذي في دولة المقر المملكة العربية السعودية حيث نستلهم من وحي المكان ذكريات تأسيس مكتب التربية العربي لدول الخليج وبداية مسيرته التي رسّخت جذور التعاون ، ووسّعت مجالاته على مدى السنوات التي تقارب الأربعة عقود ، وأصبح التعاون التربوي المشترك في ظل المكتب علامة مضيئة ونجماً ساطعاً في ميادين التعاون المشترك ، التي يتطلع قادتنا إلى أن تنطلق إلى مرحلة الاتحاد بعد أن توطّدت دعائمها في مراحل التعاون والتنسيق والتكامل ، وهنا أجدها مناسبة طيبة لأرفع أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على الرعاية الكاملة التي تجدها مسيرة تعاوننا التربوي ، ونقدر ونثمن ونشكر في نفس الوقت جهود إخوانهم قادتنا الكرام في الدول الأعضاء على ما يقدمونه للتربية والتعليم من دعم وعناية وما يحيطون به مسيرة التربية من اهتمام ستظل التربية حافزاً على مواجهة متطلبات الحاضر وتحدياته في عالمنا الذي يموج بالتحديات في مختلف المجالات ، وتفرض علينا مواصلة العمل وبذل الجهود المشتركة لإعداد أبنائنا لمواجهتها بعقول مستنيرة بالفكر متسلحة بالعلم ، قادرة على تحمل تبعات التعامل الواعي البناء مع معطيات العلوم والتقنية. وهذا هو أملنا أن نكون على قدر المسؤولية وعلى قدر ثقة قادتنا ومجتمعنا. وأضاف السويدي في كلمته: “أيها الأخوة والأخوات، اسمحوا لي أن أرحب بانضمام سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج بسلطنة عمان إلى المجلس التنفيذي ، وأن أوجه الشكر والتقدير لسعادة الدكتورة منى بنت سالم الجردانية عضو المجلس التنفيذي لسنوات مليئة بالعطاء والإنجاز والإسهام المثمر في مسيرة عمل المجلس التنفيذي ، ولسعادة الأستاذ سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية لما قدمه من جهود موفقة خلال عضويته في المجلس أثناء تكليفه بتسيير أعمال وكيل الوزارة للتعليم والمناهج”. وأضاف: “وفي ختام جلسات أعمال المجلس التنفيذي لهذه الدورة أقدم لكم أيها الإخوة والأخوات جزيل الشكر والتقدير على ما وجدناه منكم جميعاً طيلة رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة للمجلس التنفيذي من تعاون وتكامل وسعي دؤوب لتحقيق أهداف العمل المشترك آملاً أن نتمكن في دورتنا هذه من إنجاز ما هو مطلوب منا فأمامنا برنامج حافل سيعرضه علينا أخي معالي مدير عام المكتب ، مع دعواتي لمجلسنا بالتوفيق ، شاكراً لكل من شارك في الإعداد لاجتماعات هذه الدورة التي يسعدنا افتتاحها على بركة الله”. من جهته، ألقى معالي الدكتور علي بن عبد الخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج كلمته قال فيها : “فكم هي سعيدةٌ هذه اللحظاتُ التي تجمعُنا معكم – أصحابَ المعالي والسعادة – في أحضانِ الرياض، وفي رحابِ التربيةِ والتعليم، لنستمدَّ منكم التوجيه، ونستلهمَ السّداد، ونجددَ الآمال، ونشحذَ الهمم، وتنفتحَ لنا آفاقُ الفكر التربوي، فنهفو لكل جديد ومفيد. ومِن مجلسِكم الموقر هذا، اسمحوا لي بادئَ ذي بَدء، أن أرفعَ أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، وسموِّ ولي عهدِه الأمين، على ما تُوليه المملكةُ من اهتمامٍ بمسيرةِ العملِ التربوي المشترك، وما تُسخِّرُهُ من إمكاناتٍ لرفعِ مستوى العطاء، وتحسينِ الأداء، ومعها تقفُ القياداتُ الخليجيةُ الفذةُ برؤاها الثاقبة، ودعمِها اللامحدود. كما وأرفعُ الشكرَ والامتنانَ إلى سمو وزير التربية والتعليم في المملكة، على ما تقدمُه وزارةُ التربية والتعليم بتوجيهاتِه السديدة، من دعمٍ ورعايةٍ واهتمامٍ بمشروعاتِ المكتبِ وبرامجِه. وإنني لأجدُها فرصةً مباركةً لأقدمَ الشكرَ الجزيل، والتحيةَ الطيبة، لأصحاب المعالي رئيسِ وأعضاءِ المؤتمر العام، ولمجلسِكم التنفيذي الموقر، الذي نعتزُ بجهودِه التي تُثري مسيرةَ العملِ التربوي، وتدعمُها بقراراتٍ صائبة، وتوجيهاتٍ رائدة”. ورحب الدكتور علي القرني بانضمامِ سعادة الدكتور حمود بن خلفان بن محمد الحارثي، وكيلِ وزارةِ التربية والتعليم للتعليم والمناهج بسلطنة عُمان، إلى عضوية المجلس التنفيذي عن السلطنة، وشكرُ من سبقوه في هذا الموقع، وقدرُ لهم ما بذلوه من جهود، خلال عضويتهم بالمجلس التنفيذي في دوراته السابقة . كما قدم الشكر لسعادة الأستاذ فهد الغيص الوكيل المساعد بوزارة التربية والتعليم العالي في الكويت، على حضوره ممثلاً للوزارة في هذا الاجتماع، وشكر جهود الأستاذة تماضر السديراوي عضو المجلس التنفيذي عن دولة الكويت متمنيا لها حياة هانئة سعيدة . وهنأ البنات والبنين في الدول الأعضاء بالمكتب ببدءِ العام الدراسي، حثهم على العمل والنشاط ، وتمنى لهم النجاحَ والإبداع، والتهنئةُ لهم على ما تبذلُه وزاراتهم من جهودٍ لتطويرِ التعليم، وتقييم المسيرة. وأكّدَ على أن مكتبَ التربية العربي لدول الخليج ما فتئَ يتلمسُ حاجةَ الميدان التربوي، وما زال يسعى جاهدًا للإسهامِ مع الجميع في هذا الحَراك التربوي، الذي لا بد وأنُ يؤتي أُكُلَهُ، ويُحققَ لأبنائنا التعليمَ الذي يرجون، والعتادَ الذي يحتاجون، ليُسهموا بفعالية في بناءِ أوطانهم، وليتنافسوا بجدارةٍ مع أقرانِهم حيثما كانوا في هذا العالم. وأضاف معاليه قائلاً: “نحن نتطلعُ إلى مرحلةٍ جديدةٍ في مسيرةِ العملِ المباركة، لمكتب التربية العربي لدول الخليج، التي يرعاها قادتُنا الأجلاء، ويوجهُها ويقيّمُها وزراؤُنا الميامين. فالتحيةُ والإجلالُ لقادتِنا الذين يتقدمون المسيرة. والثناءُ والتقديرُ لكم، وأنتم تُلهمون الركبَ الإبداعَ في طريقِه إلى ميادين الإنجاز، وحقولِ العمل. إن مكتبَكم يتطلعُ باهتمامٍ بالغٍ إلى اجتماعِ مجلسِكم في هذه الدورة، كونُه يأتي ونحنُ على مرمى شوقٍ من اجتماع المؤتمر العام الثاني والعشرين، كما سيلي اجتماعَكم هذا الاجتماعُ التحضيريُّ للمؤتمرِ العام القادم الذي سيعقد بمشيئة الله في مملكة البحرين في نهاية أكتوبر القادم، ليبدأَ المكتبُ مرحلةً جديدةً من مسيرتِه التي تحيطونَها برؤاكم، ومتابعتِكم، وتحرِصون على أن يظلَّ هذا المكتبُ صرحًا تربويا متميزاً في ميدانِ العمل المشترك”. وأضاف: “هذه الدورة للمجلس التنفيذي قد شارَفَتْ برامجُ الدورةِ المالية على الإنجاز بما وَدِدْتُم من كفاءة، وبما رسمتُم من طموح، وبما رغِبتم من جودة. وقد عمل المكتبُ على تنفيذ توجيهاتكم وَفْقًا لقراراتِ المؤتمر العام الذي عقد في أبوظبي، واستطاع بحمد الله تنفيذَ معظم تلك القرارات. وقد يضيقُ المقامُ لِسرد ما تم إنجازُه مما اعتمده المؤتمرُ العامُ للمكتب في دورته الحاديةِ والعشرين، والمتمثلةِ في 35 برنامجًا، منها ثمانيةَ عشرَ برنامجًا في الرياض، وسبعةُ برامجَ في الكويت، وعشرةُ برامجَ في الدوحة، وهو جانبٌ من الإنجازات التي تَكلّلت بها مسيرةُ المكتب في دورته الحالية، والتي تجلّت في الانتهاء من تنفيذ المكتب للبرامج المعتمدة، بينما يتم استكمال برامج أخرى في القريب العاجل بمشيئة الله تعالى”. وأضاف الدكتور القرني أن المكتب واصلَ إطلالتَه على عشرات الآلاف من المعلمين من خلال مدرسته الافتراضية، وبوابته الإلكترونية، ونشرته الإلكترونية “جسور تربوية”. كما استمر في إثراءِ الساحة التربوية بالإصدارات المتميزة، التي أصبحت تشكل مطلبًا للمعلمين والمشرفين التربويين، ومنهلاً لهم فيما يخصُّ جديدَ التربية على المستوى العالمي. كما وثّق المكتبُ علاقاتِه بالمنظمات الدولية والإقليمية، وأثبت وجودَهُ بجدارة في المناسبات التربوية في الدول الأعضاء، وفي العالم على وجهِ العموم. وأشار إلى أن من البرامج التي يفخرُ بها المكتبُ هو ما أنجزته اللجنةُ الخليجيةُ للدراسات الدولية في العلوم والرياضيات والقراءة، والتي لا شك أنها أسهمت مع جهودِ جميع وزاراتنا، مضيفاً: “ونأملُ أن نرى أثرَ ذلك في نتائج طلبتنا، التي ستعلن قريبًا إن شاء الله. كما أن الأولمبيادَ الخليجيَّ الأولَ في الرياضيات قد حظيَ بتنظيمٍ رائع، في مدينة دبيبالإمارات العربية المتحدة، وحقق نجاحًا أعلى مما كان عليه توقُّعُنا كونُهُ الأولمبيادَ الأولَ للدول الأعضاء. ومن بين الإنجازات كذلك إعدادُ منهجِ النسخةِ الجديدة من افتح يا سمسم، ليكونَ المكتبُ بذلك سبَّاقًا ومبادرًا إلى القيام بدوره تجاهَ أطفالنا وناشئتِنا. ويعملُ مع المكتب في مختلف مساقات أنشطتهِ العديدُ من الخبراء محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا”. وقدم معاليه تقريرًا مفصّلاًّ عن تنفيذ برامج المكتب وأجهزته للدورة المالية 1432 و 1433ه، وعبر معاليه عن ارتياحه وسعادته عن التعاون المثمر الذي وجده المكتب لتنفيذ برامجه خلال ، الفترة الماضية من الدول الأعضاء، و يُحسب ذلك لوزارات التربية والتعليم والأجهزة ذاتِ العلاقة بها، ويؤكدُ على صدق التوجه، في أن يظل التعليمُ هو الركنُ الأساسُ في مسيرات التعاون بين الدول الأعضاء في المكتب. كما يسعدها استمرارُ التواصلِ بين أبنائنا، والذي كان آخرَه التقاءُ طلبتنا المتفوقين في مدينة جدة، في حفل جائزة التفوق الدراسي. كما قدّم المكتب جائزتَه للبحوث والمشروعات في حفلٍ بهيج في مدينة الرياض، وقدّمها لأصحاب بحوث ومشروعات قيّمة وجديرة بالتقدير. وأكد الدكتور علي القرني إلى أن المكتب يعلقُ آمالَه على اجتماعِ المجلس التنفيذي الموقر في هذه الدورة، ويتطلعُ إلى برامجِ الدورةِ المالية القادمة، التي تم التخطيطُ لها وصياغتُها، في ظل مراجعةٍ شاملةٍ لمشروعاتِه وبرامجِه السابقة. وقد توصّل من خلالها إلى مُوجِّهاتٍ لبرامجه المستقبلية، وما يجبُ أن تكونَ عليه تلك البرامج، لتحقيقِ طموحات المرحلة القادمة في العمل التربوي المشترك، في ظل تطلعاتِ قادتِنا في مجلس التعاون، للانتقال من مرحلة التعاونِ إلى مرحلة الاتحاد، عَبْر تبني برامجَ تزيدُ التلاحمَ والتواصلَ بين أبناءِ الدول الأعضاء بالمكتب، وتلبي مقترحاتِ هذه الدول وحاجاتِها من البرامج، وتستجيبُ لمتطلبات الميدان التربوي، وتضعُ البحثَ التربويَّ في خدمة قضايا السياسات التربوية لدول المكتب، وتحرصُ على وضع استراتيجيات تحسين المخرجات التعليمية، لنتمكنَ من إحداث تغييراتٍ نوعيةٍ داخلَ المدرسة، كونُها العنوانَ الحقيقيَّ القادرَ على تحقيقِ مخرجات التعليم النوعية. ونوه الدكتور القرني إلى أن المكتب اختار برامجَه للدورة المالية الجديدة، في ظل تلك الموجهات، التي استقاها من قرار مجلسكم الموقر في دورته الثالثة والسبعين الماضية، ويسعده أن يضعَ أمامَكم تلك البرامج للنظر في إقرارها، تمهيداً لعرضها على المؤتمر العام القادم لاعتمادها، مؤكداً حرصَه على أن يكونَ تنفيذُها بالمستوى اللائق من النوعية والكفاءة والجودة. كما قدم الشكر للأمانة العامة لمجلس التعاون على التنسيق المستمر بيننا لتنفيذ رؤى قياداتنا الرشيدة في التعليم وتطويره، كما أتقدم بالشكر لزملائنا في المركز العربي للبحوث التربوية والمركز العربي للتدريب التربوي وللزملاء في المكتب الرئيسي، ولن أطيلَ عليكم، وأجدُني في حاجة إلى شكرِكم وتحيتِكم مرة أخرى، متمنيًّا لمجلسكم الموقر كلَّ التوفيق، ولمعاليكم وسعادتِكم طيبَ الإقامة. جدير بالذكر ان المجلس التنفيذي ينعقد لتحضير لأعمال المؤتمر العام الثاني والعشرين ما تم إنجازه بشأن الإعداد للمؤتمر واعتماد مشروع جدول أعمال المؤتمر والموضوعات المقترح عرضها على أصحاب السمو والمعالي الوزراء والذي سينعقد في المنامة مملكة البحرين في الشهر القادم . الدمام | غنية الغافري