أحمد صالح الصمعاني قبل عقدين من الزمن، جرت العادة بوقوف الشباب أمام الأسواق التجارية لقراءة الصحف والمجلات، سواء أكانت رياضية أم إخبارية أم غيرها، فهذه طريقة تقليدية يلامسها جزء من التعب للحصول على المعلومة، ولا سيما أن الأخبار كانت تتأخر لليوم التالي في الصحف الورقية كي يصل الخبر، وكانت الصحيفة والتلفاز هما مصادر الأخبار والثقافة بشكل عام، وفي مطلع 2002م. تقريباً بعد توسعة الشبكة العنكبوتية للصفحات الرقمية بدأت المصادر تتوفر في إيصال المعلومات والأخبار بشكل سريع، وخاصة في عام 2007م – 2008م حتى الآن تمكنت هذه الشبكة من تداول الخبر والمعلومة حيث إنها تَنتشر خِلال لحظات، بالإضافة إلى أن مصادر المعلُومات أصبحت واسعة ومتخصصة كالمواقع العلمية والموسوعات الإلكترونية، وتمكنت التقنية من توظيف المعرفة واستغلالها بشكل جيد في تحضير جميع الأعمال التجارية والعلمية والخيرية وغيرها، فكما عُرفت بالموجة الثالثة التي يعيشها الإنسان حاليا، يروي الدكتور ميسرة طاهر خبير (علم النفس) معاناته في بدايته الإعلامية قبل عشرين سنة تقريبا في إذاعة القرآن الكريم، حيث إن إعداد الحلقة يستغرق عدة أيام للبحث في الكتب والمصادر وصعوبة اِنتقاء المواضيع وغيرها، فهذا الجيل أدرك أن المعرفة والثقافة الإلكترونية قامت بنقلة رائعة، حيث إن البحث عن معلومة أصبح في متناول الأيدي، بالإضافة إلى سهولة استخدامه، وقد يستغرق البحث عن المعلومة أجزاء من الدقيقة، ومن الإيجابيات في العلم الجديد أن المعلومة هي التي تصل إلى الجهاز المحمول، مثل برامج التواصل الاجتماعي، وليست في حاجة إلى البحث، ومن دون رسوم مادية للخدمة فقط لتكلفة الإنترنت، وهذه نقطة عالجت مشكلات الروتين والملل، فكما هو حال البعض الآن، يقضي ساعات في استخدام جهاز الجوال دون شعوره بالوقت، فهذه فرص ثمينة لكي يقوم المرء بتطوير ثقافته عن طريق الأجهزة الصغيرة المحمولة، وبفضل الله توجد شريحة كبيرة من المجتمع تمكن من استغلال برامج النشر والتواصل الاجتماعي بالرسائل والمعلومات الإيجابية، مثل النصائح التربوية والإسلامية وغيرها، ولا يخفى عليك عزيزي القارئ أن الثقافة كانت شبه مقصورة على الصحيفة اليومية التقليدية أو التلفاز فقط، لكن الساحة الإلكترونية سيطرت على العلم بشكل كبير حتى أصبح لها علمها الخاص، وكُتب وموسوعات مثل كتاب (الثقافة الإلكترونية) للدكتور جورج نوبار سيمونيان، فالثقافة صنعت لها عدة أبواب، وعدة ثقافات، مثل الثقافة الإسلامية والرياضية بل إنه مع الأسف تم ابتكار ثقافات غير أخلاقية (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ).