كثيراً ما يتحول الطفل الأول إلى حقل للتجارب أمام جهل عدد كبير من الأمهات الجدد، فيدفع الطفل ثمن الأخطاء التي تقع فيها الأم، نتيجة عدم اطلاعها على سبل تربية الأطفال قبل الإقدام على خطوة الزواج، فيما دعا اختصاصيون الفتيات إلى تثقيف أنفسهن بالمسؤوليات التي ستواجههن قبل الزواج، تجنباً لوقوعهن في الأخطاء التي لا تُحمد عقباها. وذكرت حنان أنها عانت كثيراً في تربية طفلها الأول، كونها كانت جاهلة بتربية الأطفال، وأرجعت السبب في ذلك لعدم اكتراثها بتعلم ذلك قبل الزواج، خاصة أنها البنت الصغرى للأسرة، ولم يكن لديها إخوة صغار ترعاهم، وتضيف حنان أن جهلها بتربية طفلها ألحق به الضرر، لذا تنصح الفتيات المقبلات على الزواج بضرورة تثقيف أنفسهن في كل ما يتعلق بشؤون الطفل والأمومة، بالإضافة لمحاولة المشاركة في تربية الأطفال الصغار في الأسرة. ونسبت منى محمد -أم جديدة- مسؤولية أخطاء الأمهات الجديدات إلى قصور منهج التدبير المنزلي المقدم لطالبات المدارس، حيث رأت المعلومات التي يتم تعليمها للطالبات غير كافية لوجود أم جيدة، وقالت «ما نتعلمه لا يعدو المعلومات الأولية للتربية والأمومة»، وتقترح أن يُؤخذ بعين الاعتبار لدى وضع الخطة الجديدة للمناهج ابتكار مادة خاصة عن الأمومة ورعاية الطفل، مشيرة إلى أن جهل الأم المبتدئة بالتربية لا يقف عند حد غذائه، أو العناية بصحته الجسدية، بل يتعداها لصحته النفسية، مبينة أن التربية السليمة ليست فقط صحة وغذاء، بل إنها تعامل وسلوك، وهذا ما تجهله حتى بعض الأمهات المتمرسات في الأمومة، وقالت «يتضاعف الخطر عندما يتزامن الجهل بالتربية بصغر سن الوالدين، وعدم درايتهم حتى بأهم وأدق شؤون تربية الطفل، وضعف تقديرهم عواقب الأمور، أو غياب الأب وتحمل الأم المسؤولية منفردة»، مستشهدة بوفاة والد طفل قبل ولادته بأشهر في حادث مروري، تاركاً زوجته التي لم يتجاوز عمرها ال16 عاماً، حيث أصيب الطفل بحمى تم علاجه منها في أحد المستشفيات الخاصة ولكنه لم يُشفَ منها، ولم تعِ الأم خطورة الموقف ولم تلجأ لعرض الطفل على طبيب آخر إلا بعد أن وصلت حالة الطفل لحالة يُرثى لها، وحين نُقل إلى المستشفى اتضح أنه مصاب بحمى شوكية أفقدته حاسة السمع. وأكدت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح على ضرورة تثقيف الفتاة بكل شؤون الأمومة من خلال ثلاث جهات، تمثل الجهة الأولى أم الفتاة، والثانية الفتاة نفسها، والثالثة المدرسة، ويضاف إلى ذلك الجهات الصحية، التي ينبغي عليها الاهتمام بعمل محاضرات تثقيفية، وتوزيع كتيبات إرشادية للمرأة خلال فترة حملها، ليس عن الأمومة وتربية الطفل وحسب، بل عن مرحلة الحمل ذاتها، فجهل الفتيات بشؤون الطفل والأمومة يبدأ من مرحلة الحمل، واهتمام الفتاة بتثقيف نفسها بالمسؤوليات التي ستواجهها بعد زواجها سيقيها من الوقوع في الأخطاء.