تنهي عدة أمهات مستقبل بناتهن بزيادة حجم الدلال إلى الدرجة التي جعلت الشباب ينفر منهن، خوفا من تراكمات الديون، التي لا يمكن أن تطاق. وباتت الفتيات اللاتي تجرعن أكبر كمية من الدلال أكثر تعرضا للعنوسة من أخواتهن، في وقت مال شباب هذا العصر إلى الاقتران بالفتاة التي تعرف الحياة الزوجية وتقدسها، مبتعدين عن الفتاة التي تكون ثقلا على أكتافهم، دون المساهمة في بيت الزوجية. سارة الجحدلي، 32 عاما، حملت الأمهات ما يحدث للفتيات من تحويل حياتهن إلى ما يشبه الصراع النفسي، بعد انتقالهن لعش الزوجية، وربما تسببت الأم في طلاق ابنتها بعد فترة وجيزة من زواجها: «نعيش واقعا مؤسفا بشكل يومي، وتصرفات غير لائقة من بعض الأمهات، وبحكم عملي معلمة وقربي المستمر من طالباتي وتواصلي مع البعض منهن بعد التخرج، كثيرا ما يسعدني زواج بعضهن، لكنني للأسف أصدم بطلاقهن بعد شهور معدودة من الزواج، والسبب الدلع الزائد الذي تربت عليه الفتاة، وعندما أعود للذاكرة أجدها كانت مدللة ومتكبرة بحكم دلع أمها المستمر لها، وهذا مشاهد من خلال حضور أمها للمدرسة سواء لوجود مشكلة معينة، أو لحضور اجتماع الأمهات الدوري، نستغرب من دفاع الأم المستمر سواء بسبب أو بدون سبب». وأشارت إلى أنه إذا أجرت المختصات دراسة حول سرعة الطلاق لدى الفتيات، ستتضح حتما كثير من الوقائع المؤسفة: «وجدت للأسف أن من كل أربع حالات طلاق مبكر، توجد ثلاث منها تعود لدلال الأم لابنتها، وتدخلها المستمر في شؤونها الخاصة بعد زواجها، مما يعجل بعودتها إلى منزل والدها، وهذا الشيء مؤلم». الدلال بريء لكن عبير خالد، 22 عاما، الفتاة المتزوجة منذ عامين، وتعتبر نفسها المدللة وسط شقيقاتها، أو في منزلها، ترفض ذلك الاتهام بجملته: «لماذا يحملون الفتاة المدللة مسؤولية طلاقها، ويهملون الزوج الذي ربما يكون مستهترا، أو لا يعرف معنى الحياة الزوجية، أو لا يستطيع توفير كل حاجات زوجته، أعتقد أن في ذلك تجنيا على حقوق الفتاة، لتصبح دائما متهمة بإفشال الحياة الزوجية، فهل هناك أدلة واضحة؟ أم يملكون إحصاءات تؤكد ذلك؟». وترى أنه من حق الفتاة المدللة الاعتراف بحجم الحنان الذي تلقته من أمها أو أسرتها: « أنا ناجحة في حياتي الزوجية، وهذا يبرهن على خطأ الادعاءات التي تلقى على عاتق الفتيات المدللات، بل وأعيش حياة زوجية سعيدة إلى أبعد الحدود». وترفض عبير القول بأن نجاح الحياة الزوجية للمدللات يعود لضعف شخصية الزوج، مما يتيح للزوجة السيطرة عليه، أو مسارعته في تلبية طلباتها: «من الممكن أن يشكل ضعف شخصية الزوج عاملا في تسيير أمور المدللة، كذلك من الممكن أن توفر المادة سببا في ذلك، ولكن ذلك ليس مقياسا لكل حالة نجاح، إذ لدي زوج قوي الشخصية، ووضعه المادي معقول، وأنا فتاة مدللة منذ كنت في منزل والدي، وما زلت أعيش حياة سعيدة». الدلال فطرة ولا ترى أم جنا ضرورة لتحميل الأمهات مسؤولية فشل حياة الفتيات المدللات عقب زواجهن: «رزقت خمسة أبناء وفتاة واحدة، فعندما تكون الفتاة آخر العنقود بالطبع أدللها كامل الدلال، وأوفر لها جميع حاجياتها، ولن ينقصها شيء، وبعد ثلاثة وعشرين عاما من الحنان، أرسلتها إلى عش الزوجية، وتعيش فيه بأمان». وتنفي أن تكون المادة وراء سعادة ابنتها: «المادة ليست كل شيء، فكم فتاة متزوجة من ثري وفر لها كل سبل الراحة، ولا تشعر بأي سعادة معه، ولكن توافق الزوجين مع بعضهما يسبب شعورهما بالراحة والحياة الهنيئة، ومتى ما حاولت الأم تهيئة ابنتها للتكيف مع الحياة الزوجية وما يصادفها من مواقف وعواصف تحتاج لنفس طويل، وتعليمها كيفية احترام الزوج وحل المشكلات المنزلية بعيدا عن الأقارب، وقتها أجزم بأن الفتاة ستعيش حياتها الزوجية أيا كان دلال أمها». نرفض المدللة من جانب آخر يرفض نايف القحطاني؛ شاب في العشرينيات من عمره، ومن المقبلين على الزواج الاقتران بالفتاة المدللة من قبل أمها: «الذهاب ضحية للبنوك لفترة لا تقل عن خمسة أعوام، والركض خلف مكاتب الإيجار بحثا عن منزل، ليس المقصد منه سوى التعفف، والزواج بفتاة تملأ عليك الحياة سعادة، لا ضنكا، وفتاة الدلال لا ينفع معها سوى شاب كاش فقط، وليس مثل ما يدعي البعض، حتى ضعيف الشخصية لا يستطيع أن يعيش مع مثل هذه النوعية؛ لأنه دون مادة سيذهب ضحية للديون، مما يصعب العيش معه، وأجزم أن ابن الكاش هو فقط من يستطيع أن يجاري حياة الفتاة المدللة». وأشار إلى أنه كشاب مل من كثرة ما سمعه من مواقف المتزوجين من مدللات: «منهم الاختصاصي النفسي وكذلك الاجتماعي، والموظف، وبصراحة ما نسمعه يندى له الجبين، خسائر بعشرات الآلاف، ولربما الضحية الأبناء، بسبب دلال فتاة أقل ما نسميها دلوعة أمها، وهل يعقل أن تطلب فتاة الطلاق بسبب عدم مقدرة زوجها على توفير مبالغ قضاء إجازة في أوروبا، أو عدم مقدرته على توفير جهاز جوال بمبلغ 4000 ريال، أو عدم مقدرتها باعتبارها فتاة متزوجة على القيام بالطبخ، بحجة عدم قيامها بذلك مسبقا، متحججة بوجود الخدم في منزل والدها، فتبدأ تذكره بالحياة السعيدة، وحياة الرفاهية التي كانت تجدها في منزل والدها، وبسبب مباشر من الأم، والتي لا تعلم أنها ألقت ابنتها بسبب دلالها في بوابة الطلاق، فدلال الأم سبب رئيس في حالات الطلاق المتعددة والمبكرة سواء كان الدلال بقصد النية أو لا، فكم نتمنى أن تنتبه الأمهات لهذه النقطة ويهيئن بناتهن لما لا يتوقعنه بعد مغادرتهن منزل أولياء أمورهن» .