هل ما يتم تقديمه في المشهد المحلي يعبر حقاً عن مواكبة ما يدور حوله؟ المشهد الثقافي بجميع جوانبه وما يدور حوله في المجتمع الجديد «إن صحت التسمية» مجتمع الوسائط الحديثة والمؤثرة وما يدور حوله في الربيع العربي «إن صحت التوقعات كذلك»؟ هل هو متطور إلى حد يجعله قريباً وملامساً لما يثار هنا وهناك؟ لا أعتقد ذلك. والحقيقة أن العديد من قضايا الرأي الثقافي المتداولة مؤخراً (كمثال) تدور في فلك بعيد كل البعد عن حراك المجتمع وهمومه وقضاياه. وبرغم أن البعض من الكتاب المعروفين اقتحموا عوالم الإنترنت كتابة وتواصلاً ومشاركة، فإن نشاطهم لم يكن حقيقياً مثلما كان مفتعلاً لدى بعضهم وتقليدياً لدى البعض الآخر. ما الذي يجب فعله للانخراط في هذا العالم الجارف؟ للمساهمة الفاعلة في تدوين وتوثيق وقراءة وتحليل مظاهره وأساليبه المتطورة والمتنوعة؟ يقرأ الشباب وعبر نافذة الإنترنت التي تطل على العالم اليوم، العديد من مثقفي ومفكري العالم ولا يتوقفون أمام مثقف أو مفكر محلي واحد! الكثير منهم يعرف أمبرتو إيكو مثلاً وهو في الثمانين من عمره، يقرؤون لديه ما يتقاطع مع اهتماماتهم الحديثة. وهو يدفع بتجربته الفلسفية والإبداعية والبحثية في الغرب إلى درجات المواكبة الحقيقية حيث يكون حاضراً ومحللاً لحالة العالم ومظاهره الإلكترونية الحديثة عبر موقعه وعبر محاضراته التي لا تغفل نهمه بلغة العصر مع طلابه كما يتحدث عن ذلك في أحد لقاءاته على الإنترنت. ريتويت: «عندما يفقد الإنسان ذاكرته، يصبح وحشاً» أمبرتو إيكو.