أصدرت “جبهة الإبداع المصري” التي تضم مئات من المثقفين والفنانين والسينمائيين المصريين بياناً السبت اتهمت فيه وزارة الثقافة المصرية باحتكار الفعاليات الثقافية، بما فيها مهرجان القاهرة السينمائي. وتحدث البيان عن “محاولات مريبة تتم نحو مهرجان القاهرة من قبل وزارة الثقافة وتعنتها في محاولة لسحب المهرجان من مؤسسة مهرجان القاهرة السينمائي، وهو ما يطرح أسئلة حول تغير سياسة الوزارة من عدم احتكار الفعاليات الثقافية إلى احتكارها”. وأضاف: “بعد أن تم منح مؤسسات المجتمع المدني الصلاحيات لإدارة شؤون تلك الفعاليات، وهو ما طرح وبدأ تنفيذه ما بعد الثورة بالعهد لمؤسسة مهرجان القاهرة السينمائي بتنظيم المهرجان، قامت الوزارة بسحب المهرجان وإسناده إلى الوزارة نفسها، والاستعانة بكل كوادر ما قبل الثورة، بمن فيهم بعض الأشخاص المحسوبين على النظام السابق في داخل سراديب الوزارة، وما يملكونه من سلطات لكي يقوموا بلي ذراع الإرادة الجماعية للمثقفين ما بعد الثورة”. وأشار البيان إلى ما سماه “كارثة ثانية هي تراجع الوزارة عن دعم مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، بينما لم يتبق على افتتاحه سوى أقل من شهر، وبالرغم من أن الوزارة وافقت على المشاركة في تمويله، وبدأت بالفعل بدفعة أولية”. وأضافت الجبهة “يبدو أن السادة الأفاضل مديري شؤون العمل الثقافي لا يدركون خطورة قرار مثل هذا، وما قد يمثله إلغاء المهرجان بعد دعوة الضيوف إليه بفترة قصيرة كتلك، أقل ما فيها أن هذا الحدث لن تقوم له قائمة أخرى، ناهيك عن سمعة مهرجاناتنا جميعها، التي ستصبح في القاع بعد هذا الحرج الدولي مع الضيوف الأجانب الذين تمت دعوتهم”. وتابعت “ولو تحدثنا عن الفنون البصرية تحديداً لوجدنا أن ما يصرف على التنمية الثقافية لا يشكل نسبة تذكر مما تدخله الصناعات المرتبطة بها لخزائن الدولة”. وطالبت الجبهة “بعقد مؤتمر موسع عاجل لتدارك الأزمة، ولإيجاد حلول تضمن قدرة المثقفين المصريين في متابعة ميزانيات وزارة الثقافة بشفافية، والعمل على ضمان تدفق الميزانيات في المسار الصحيح”. من جهته، أكد وزير الثقافة المصري محمد عرب لوكالة فرانس برس أن “الوزارة تعاني من أزمة مالية، ارتباطاً بالأزمة المالية التي تعاني منها البلاد، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن مهرجان القاهرة يواجه أزمة قانونية بعد صدور قرار قضائي يمنع تولي جمعية أصدقاء مهرجان القاهرة من تنظيمه”. وأضاف عرب “علينا أن نتجاوز هذا العام محنة المهرجان بالتعاون مع القائمين على إدارته سابقاً، والعام المقبل سيكون الوضع مختلفاً تماماً”. من جهة أخرى، أكد الوزير أن “وزارة الثقافة لم توقع عقداً مع مهرجان الأقصر بدفع مليونين ومائتي ألف جنيه مصري، ولا يوجد أي وثيقة موقعة حول مثل هذا الدعم، لكننا سندعمه ضمن الإمكانيات المتاحة لنا”. وعن تساؤلات تطرح حول دور مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين في العمل على الإطاحة بهذه المهرجانات، قال عرب: “لا أحد يتدخل في سياسة وزارة الثقافة المصرية، وأؤكد على هذا كوزير للثقافة، ولا يوجد أي توجيه، أو تدخل، من قبل أي كان باتجاه مسألة كهذه، فنحن معنيون بالثقافة المصرية في ظل المرحلة الحرجة التي نمر فيها”. أ ف ب | القاهرة