تشهد مصر خلال الأشهر القليلة القادمة تدشين عدد من المهرجانات السينمائية الجديدة التي اختيرت لها مدن سياحية في المقام الأول بعيدا عن العاصمة التي كانت تضم معظم المهرجانات الدولية في السابق. ستقام المهرجانات الثلاثة الجديدة في الغردقة والأقصر، أما الثالث فسيقام في شرم الشيخ، لتنضم إلى مهرجانات قائمة في القاهرة والأسكندرية والإسماعيلية. وقررت وزارة الثقافة المصرية في مارس الماضي إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي والمهرجان القومي المصري للسينما ومهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة بسبب الإنفلات الأمني ونقص التمويل الناجم عن الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في ظل معارضة واسعة من السينمائيين المصريين لقرار الإلغاء. في سياق متصل، تفتتح في مدينة الاسكندرية المصرية اليوم الأربعاء فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان الأسكندرية لسينما البحر المتوسط، وهو الاول الذي يقام في مصر بعد الثورة المصرية التي انطلقت في نهاية يناير الماضي. تشارك 16 دولة عربية وأوربية في المهرجان الذي يستمر حتى التاسع من الشهر الجاري والذي قررت إدارته ان تهديه إلى أرواح شهداء الثورة المصرية وتخصيص قسم خاص لأفلام الثورة وندوة كبيرة عن تأثيرها السينمائي بينما تحل تركيا ضيف الشرف الرئيسي. أما مهرجان الغردقة السينمائي فسوف يخصص للأفلام الأفريقية والأوروبية وتنظمه جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية المنظمة لمهرجان الأسكندرية أيضا ويرأسه الناقد وكاتب السيناريو وليد سيف. تقرر إقامة المهرجان الجديد بالغردقة على البحر الأحمر في شهر ديسمبر القادم، ويجري حاليا التجهيز لبرامجه الرئيسية. أما مهرجان الاقصر، فسيخصص للسينما الأفريقية ومن المقرر اقامته في فبراير 2012 ليضع المدينة التي تضم أكبر متحف مفتوح للأثار الفرعونية في العالم على خريطة المهرجانات السينمائية الدولية للمرة الأولى. يدير المهرجان كاتب السيناريو سيد فؤاد ويتولى اختيار وتنسيق الأفلام المشاركة فيه لجنة مشاهدة تضم المخرجين المصريين سعد هنداوي وهالة خليل ويبدأ عمل اللجنة منتصف الشهر الجاري. يرأس مهرجان شرم الشيخ الفنان المصري محمود قابيل، وهو أول مهرجان سينمائي في المنتجع المصري الأشهر. وقالت إدارة المهرجان إن الدورة الأولي له ستقام في الفترة من 19 إلى 25 مارس من العام المقبل وأنه تقرر دعوة نجم عالمي ليكون ضيف شرف الدورة الأولى، حيث تم طرح اسم ميل جيبسون ليكون هذا النجم لكن لم يتم الاتفاق معه بعد. مصر هي الدولة الأكبر في الشرق الأوسط من حيث كمية الإنتاج السينمائي والوحيدة التي تمتلك مقومات حقيقية للصناعة من ستديوهات ومناطق تصوير وفنيين مدربين كما تمتلك تراثا كبيرا من الأعمال السينمائية يمتد لما يزيد عن المائة عام.