قضى معظم الإدارات الحكومية ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات خلال اليومين الماضيين في معايدة منسوبيها وصرفت الإدارات الحكومية مبالغ طائلة تنوعت ما بين وجبات إفطار وحفلات شاي، وتجاوزت المعايدة في بعض الإدارات إلى الخروج للاحتفال في فندق أو منتجع، وجلبت إدارات وجبات فطور كبيرة لمنسوبيها خلال أول أيام العيد إضافة إلى انشغال الموظفين بإعداد السُفر واستقبال المعايدين وغيرها ما استهلك وقت الدوام. وفي المقابل، تسببت حفلات المعايدة، في تعطيل معاملات المواطنين، حيث ضمت حفلات المعايدة قياديي الإدارات ومنسوبي الأقسام الأمر الذي سلب ما يقارب نصف وقت الدوام من الإدارات الخدمية والإدارات ذات العلاقة بالجمهور. ويتناقض ما سبق ذكره مع حرص مسؤولي الإدارات الحكومية وفق البيانات الإعلامية الصادرة عن مكاتبهم، على التوجيه في نهاية الحفل بضرورة الحرص على إنجاز معاملات المواطنين، وسير العمل بكل دقة وسرعة وعدم تعطيل المراجعين. وكشفت مصادر عن إقامة تلك الاحتفالات بين التاسعة وحتى صلاة الظهر وأن عددا من الموظفين انشغلوا بالمعايدات على حساب وقت المراجع. وأكد مدير عام هيئة الرقابة والتحقيق في عسير سابقا والمستشار القانوني عبدالله الهنيدي ل «الشرق» أنه لا يوجد في النظام ما يعرف ب «حفلة معايدة» خلال الدوام الرسمي، مضيفا أنه لا مانع إذا قام بعض الإدارات الحكومية بعمل ذلك من باب إضفاء جو من التعاون والإخاء والتحاب بين الموظفين من خلال المعايدة في أول يوم، شريطة ألّا تستشري المسألة على حساب ساعات الدوام بالإدارات الخدمية، أو تنسحب على تخصيص مبالغ طائلة لتجهيز تلك الحفلات فهو أمر غير مقبول نظاماً. وشنّت هيئة الرقابة والتحقيق أمس جولات على عدد من الإدارات الحكومية، وتنظر جهات حكومية في تطبيق لائحة الحسم وغيرها من العقوبات على موظفين غابوا خلال إجازة العيد في الأجهزة المناوبة، وستنظر وزارات الدولة وفروعها الأسبوع المقبل في نتائج جولات الرقابة والتحقيق التي تقوم بها خلال الأسبوع الحالي.