بات معظم مراجعي الدوائر الحكومية، يتحاشون مراجعة أمور حياتهم في اليوم الأول بعد عطلة أحد العيدين؛ لأن «المعايدات» أصبحت مفخرة بين كل جهة حكومية وأخرى، وتتسبب في ضياع أوقات المواطنين وهدر أعمالهم. الأدهى والأمر أن الطريقة الاحتفائية ب«المعايدة» بصيغة تنافسية واضحة، باتت تمد لسانها للجمهور بمقولة: «عذرا للمراجعة»، على الرغم من أن الموظفين نعموا بإجازة خلال العيد كادت تكمل الأسبوعين. وعلى الرغم من التوجيهات الحاسمة بألا تمتد المعايدات لساعات بدلا من دقائق، يخرج البعض عن النمط المعتاد، في كل شيء، فترى اليوم الأول في الدوام الرسمي خارج قاموس العمل، ومبرر الموظفين: «أليست هناك معايدة». وبالطبع، نظمت الإدارات الحكومية في مختلف المناطق والمحافظات حفلات معايدة لمنسوبيها، تراوحت ما بين توزيع الحلويات إلى الوجبات الخفيفة، بل أقام البعض ولائم إفطار صباحية، وغاب الجانب الرسمي في العمل في معظم الإدارات. ووفقا للمصادر فإن بعض الدوائر الحكومية وفرت وجبات إفطار متنوعة في مختلف المناطق، وتحولت بعضها إلى مطاعم مصغرة، في حين أن العديد منها أغلقت أبوابها باكرا، وقصرت الدوام على المعايدة والتوقيع الروتيني. وغاب عدد من الموظفين عن دوام أمس بحكم غياب الرقابة الإدارية، فيما وفرت العديد من الإدارات آلاف الريالات للاحتفال بيوم المعايدات، بالتعاون مع أشهر المطاعم، وأوكلت المهمة إلى أقسام العلاقات العامة، التي كانت مشغولة في اليومين الماضيين بتوفير مستلزمات «يوم المعايدة».