ستبذل الوكالة الدولية للطاقة الذرية محاولة خلال محادثات جديدة يوم الحمعة مع إيران لتحقيق تقدم نحو الإجابة على أسئلة عن أبحاث يشتبه أنها تجرى لإنتاج قنبلة ذرية في الجمهورية الإسلامية وذلك بعد أكثر من شهرين من انتهاء محادثات سابقة بالفشل. وأصدرت وكالة الطاقة الذرية بيانا موجزا أكدت فيه المحادثات التي ستجرى بمقر بعثة إيران الدبلوماسية في فيينا وذلك بعد أن ذكر دبلوماسيون في وقت سابق امس الثلاثاء أنهم يتوقعون عقد اجتماع جديد في ذلك اليوم. وسيعقد الاجتماع الذي سيحضره مسؤولون كبار في وكالة الطاقة الذرية قبل بضعة أيام من صدور أحدث تقارير الوكالة ربع السنوية بخصوص برنامج إيران النووي المثير للخلاف. وربما يكون الاجتماع فرصة في اللحظة الأخيرة لإيران للتأثير على فحوى التقرير إذا عرضت تقديم تنازلات للمفتشين التابعين لوكالة الطاقة الذرية الذين يسعون لدخول مواقع ومقابلة مسؤولين والاطلاع على وثائق وهي إجراءات يقولون إنها ضرورية لتحقيقاتهم. لكن دبلوماسيين غربيين ذكروا أنهم لا يتوقعون أي انفراجة. وتنفي طهران مزاعم غربية عن سعيها لاكتساب القدرة على صنع قنابل ذرية. لكن رفضها كبح نشاطها النووي وزيادة شفافيته أدى إلى فرض عقوبات متزايدة الشدة عليها وأثار تكهنات بأن إسرائيل ربما تهاجم المواقع النووية الإيرانية. وقال أحد الدبلوماسيين إن إيران “ستجرب شيئا ما” لكنه اضاف أنه لا يتوقع “أي تسوية للخلافات العميقة بخصوص القضايا المعلقة” من الاجتماع السابق في الثامن من يونيو حزيران. وذكرت وكالة الطاقة الذرية أن وفدها في المباحثات سيرأسه هيرمان ناكيرتس كبير المفتشين ورفائيل جروسي مساعد المدير العام للوكالة لشؤون السياسات. وجاء في بيان الوكالة أن الجانبين سيجريان “المزيد من المناقشات بخصوص نهج منظم لحل المشاكل المعلقة بشأن برنامج إيران النووي.” ويتوقع أن يتضمن تقرير الوكالة أن إيران تمضي قدما في برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم. وسيرفع التقرير إلى مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة والذي سيعقد اجتماعات خلال الفترة بين العاشر والرابع عشر من سبتمبر أيلول يرجح أن يهيمن موضوع إيران مجددا على جدول أعمالها. وفشلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال عدة دورات من الاجتماعات أحيطت بتغطية إعلامية كبيرة منذ يناير كانون الثاني في إقناع المسؤولين الإيرانيين بوقف التسويف في تحقيق الوكالة بخصوص مؤشرات على ضلوع الجمهورية الإسلامية في أبحاث غير مشروعة في مجال الأسلحة. وتحاول الوكالة الضغط على إيران من أجل التوصل إلى اتفاق يمنحها دخولا فوريا الى مجمع بارشين العسكري الذي تعتقد الوكالة أن اختبارات لمتفجرات لها صلة بتطوير قنابل ذرية قد أجريت فيه. ويشتبه دبلوماسيون غربيون في أن إيران عملت على إزالة أي أدلة تدينها من الموقع لكن إيران نفت ذلك الاتهام. وتقول ايران انه يجب التوصل اولا لاتفاق اوسع مع الوكالة الذرية بشأن كيفية اجراء تحقيق الوكالة قبل امكانية السماح بدخول المفتشين الى بارشين. ويقول محللون إن إيران تستغل مناقشاتها مع وكالة الطاقة الذرية على ما يبدو لمحاولة تحسين موقفها في محادثاتها المنفصلة مع ست قوى عالمية والتي لم تحقق تقدما يذكر منذ استئنافها في ابريل نيسان بعد توقف استمر 15 شهرا. وتريد القوى الست -الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وألمانيا وبريطانيا والصين- أيضا تعاونا كاملا من إيران مع وكالة الطاقة الذرية. لكن مطلبهم الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي هو أن توقف إيران أنشطة يمكن أن تكسبها القدرة على صنع قنابل ذرية. وقال دبلوماسي عن اجتماع يوم الجمعة “ليست لدينا اي توقعات بأنه سيكون اجتماعا جوهريا.” وقال الخبير النووي مارك هيبس من معهد كارنيجي للسلام الدولي ان ايران اضافت في اجتماع مايو “مزيدا من الشروط غير المقبولة” الى بنود اتفاق اطار مقترح لتحقيق الوكالة الذرية. واضاف “سيكون عليهم تقديم تنازل جاد للوكالة الدولية للطاقة الذرية للتوصل الى اتفاق جديد.” رويترز | فيينا