قال ناشطون ل «الشرق» إن قوات الأمن والشبيحة ارتكبت مجزرة جديدة في مدينة المعضمية، قرب دمشق، ذهب ضحيتها نحو 56 مواطناً، في ثالث أيام عيد الفطر، وكانت مواطنة تقيم في المدينة اتصلت مساء أمس الأول ب «الشرق» لتؤكد انتشار أعداد كبيرة من عناصر الأمن والشبيحة في جميع الطرقات، مؤكدة أنهم فرضوا حظرا للتجول، وأنها حاولت هي وأسرتها الخروج لتخوفهم من مجزرة لكنهم لم يفلحوا، وكذلك الأمر مع أقاربهم، الذين حاولوا إخراجهم لكنه لم يسمح لهم بالدخول، وأشارت إلى أن التخوف كان بشكل رئيس من سكان المساكن المجاورة، وهم من الطائفة العلوية الذين شاركوا قوات الأمن في عملية الاقتحام. وفي تفاصيل المجزرة أفاد الناشطون، أنهم اكتشفوا جثث أربعين شهيداً أعدموا ميدانياً على يد شبيحة النظام، داخل قبو يملكه آل كتكوت قرب جامع عمر على الشارع العام، وأثناء تشييعهم تعرضوا للقصف من إحدى الطائرات ما أدى إلى سقوط 16 شهيداً جديداً، مؤكدين استمرار سقوط القذائف وممارسة عصابات الشبيحة عمليات سرقة ممنهجة للمتاجر، حيث شاهدوا عشرات السيارات المحملة بالمسروقات قرب مفرق داريا، مضيفين أن الشبيحة سرقوا أيضاً سيارة إسعاف واستخدموها لسرقاتهم. كما ذكرت مصادر في المعضمية أن كتائب النظام أعدمت ثمانية شبان من حي القدم ميدانياً بعد تعرضهم لتعذيب وحشي، وكانت قد اعتقلتهم من مسجد سعيد بن عامر الجمحي، في منطقة أشرفية صحنايا، الذي يأوي عائلات نازحة من حي القدم. وتعرضت جديدة عرطوز القريبة من المعضمية أيضاً إلى قصف مدفعي، حيث سقطت عدة قذائف على سهول الجديدة وعرطوز من فوج المدفعية 100 المتمركز قرب الكسوة، بينما أكد ناشطون في الكسوة، أن أصوات انفجارات عنيفة هزت مدينتهم. بالمقابل، استهدف تفجير سيارة عسكرية تحمل جنودا من كتائب الأسد عند مفرق حي تشرين في دمشق، ما أسفر عن مقتل نحو 25 عنصراً، وشوهدت سيارات الإسعاف والإطفاء تتجه إلى المنطقة، بينما استهدفت سيارة مفخخة أخرى حاجزاً مشتركاً للأمن والشبيحة جانب مدرسة بنات الشهداء في المزة، وأسفر عن مقتل أربعة عناصر من الأمن العسكري، وجرح ستة من الشبيحة. وفي جبل التركمان باللاذقية تحدثت مصادر عن مقتل أكثر من مائة شبيح ورجل أمن برصاص كتيبة المصطفى،ولم يتسن ل»الشرق» التأكد من ذلك. إلى ذلك قال أحد سكان الحفة المهجرين: إن وزير المصالحة الوطنية علي حيدر عرض على أسر من الحفة العودة إليها مقابل صرف تعويضات للعائدين من أجل ترميم الأضرار الناجمة عن القصف، مشيراً إلى أن ثلاث أسر وافقت على العودة، وجرى صرف مبلغ خمسين ألف ليرة سورية للأسرة الواحدة، ولكن سرعان ما قامت قوات الأمن باعتقال تلك الأسر.