يشير الرصد الإحصائي الأخير لمصلحة الإحصاءات العامة إلى مواصلة ارتفاع الرقم القياسي العام لتكلفة المعيشة، ومن أبرزها أسعار السكن والأطعمة والمشروبات، ناهيك عن مجموعة الأقمشة والأحذية والتأثيث، وهو ما يفاقم الضغوط النفسية على الأسر السعودية التي تواجه في الأساس مأزقا كبيرا تشكَّل نتيجة أن العيد يعقب شهرا له عاداته التغذوية التي من شأنها أن ترهق ميزانية الأسرة، وفي العيد يكسر السعوديون نمطية حياتهم بالتردد على المطاعم، وتناول وجباتهم على طاولاتها، الأمر الذي يستنزف ما أبقاه رمضان من غلة، وسعادة العيد لا تتجلى إلا من خلال التفاخر بصواني الشوكولاته التي صارت تتقدم موائد السعوديين بماركاتها الشهيرة وأسعارها الباهظة الأثمان! ويعقب هذا المشهد وما يرافقه من أفراح وزواجات، زلزال المدارس وعامها الدراسي الجديد، وما يتطلبه من نفقات تجهيز للطلبة والطالبات لبدء عام دراسي جديد يستلزم تأمين الملابس الخاصة والقرطاسيات. هذا كله يأتي وسط تصاعد مؤشر ارتفاع الأسعار بشكل أدى إلى تآكل «المداخيل» بشكل مخيف جداً، وينذر بعواقب وخيمة ولا تحمد عقباها. وما إن تتنفس الأسر الصعداء حتى يهل عليها عيد النحر واستئناف للدراسة عقب تعطلها لموسمي الحج والأضحى. لذا ومن مبدأ ترسيخ الولاء للمنشأة وتعزيز الانتماء، فإنه يجدر بقيادات الأعمال الالتفاتة الحنونة إلى منسوبيهم، ومشاطرتهم همومهم الحياتية بصرف مكافأة مرتب «شهر»، الأمر الذي سينعكس إيجابا وبشكل حتمي على عطائهم وولائهم وإنتاجيتهم. فهل نلمس تجاوبا يوحي أننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى؟. - تلويحة: تناقص أعداد الطبقة الوسطى «مصيبة» تنذر بدق ناقوس الخطر! ومتى بدأت بالاضمحلال فذاك يشِي بدخول المجتمع في أنفاق مظلمة!!