توقف ماراثون النفقات في محطته الرابعة لتحميل المستلزمات الدراسية بعد مروره على 3 محطات فى أقل من شهرين هم محطة إجازة الصيف وشهر رمضان وعيد الفطر. وبدأ الإقبال على شراء المستلزمات الدراسية.. بعد أن استعدت الأسواق والقرطاسيات والمكتبات المتخصصة لانطلاق العام الدراسي الجديد بعد غد واعتبر عدد من أولياء الأمور أن العودة إلى المدارس تعد موسمًا من المواسم التي تتطلب المزيد من الإنفاق لشراء متطلبات المدرسة ويحتاج إلى ميزانية خاصة لتجهيز الأبناء وشراء الزي المدرسي والقرطاسية والأحذية الرياضية والحقائب المدرسية. وتخوّف الكثير منهم من ارتفاع الأسعار وبدأت الغالبية تتجه إلى محلات أبو ريالين هربًا من غلاء الأسعار الذي طال كل شيء. ويشير عدد من المواطنين الى أن موسم الإنفاق بدأ بالإجازة الصيفية تبعها شهر رمضان ثم موسم العيد ثم بداية الفصل الدراسي ليجد الكثير من اولياء الامور في دوامة مصاريف مرهقة. يقول المواطن صالح الغامدي: إن غلاء الاسعار الذي اجتاح معظم السلع جعل اولياء الامور يتوجسون من غلاء المكتبات والقرطاسيات التي لم تسلم من الغلاء الذي ارهق الجيوب واتجه البعض الى المحلات المخفضة بسبب رخص الأسعار والذي أغرى الكثير من المواطنين والأسر بالتوجه إليها دون غيرها من الأسواق الأخرى لشراء المستلزمات المدرسية. ويشير سعد الزهراني الى ان كثرة المواسم جعلت الكثيرين يقلل من الإنفاق بسب ضعف الميزانية موضحًا أن المواسم استنزفت الكثير من الاموال ويتندر بأن كثيرا من المواطنين اوشكوا ان يعلنوا إفلاسهم نظرًا للمبالغ التي انفقت خلال تلك المواسم في فترة لا تتجاوز شهرين. ويرى عبدالله الزهراني أن تزامن الإجازة الصيفية مع شهر رمضان وإجازة العيد مع المدارس يشكل عبئا كبيرًا. *الانتفاع الرشيد من جانبه اوضح الدكتور زيد الرماني استاذ الاقتصاد بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية أنَّ تداعيات متطلبات الإجازات ثم الاستعداد للدراسة ومستلزماتها الأساسية وكذا احتياجات الأسرة الدورية تشكل ضغطاً اجتماعياً واقتصادياً على ميزانية الأسرة، مما يستدعي ضرورة مواجهة أعباء الحياة الناتجة من زيادة أسعار السلع المختلفة والخدمات، وذلك بالانتفاع الرشيد من الموارد المتاحة، بطريقة سليمة معتدلة. وينوّه الى أنَّ هذه التطورات أفرزت بعض الآثار السلبية التي مسّت حياة وسلوك الطفل والمرأة والأسرة، مثل عادات الاستهلاك المتزايد لدى الأفراد، وهي ظواهر استهلاكية غير رشيدة. ولاشك أنَّ الأسرة التي تهتم بتخطيط أسلوب حياتها وترشيد نفقاتها ومصروفاتها، سوف تحقِّق أهدافها وتبلغ ما تصبو إليه من رغبات. ويقول: أهم مظهر اجتماعي اقتصادي يتمثل في وضع ميزانية للدخل المالي للأسرة وتحديد طريقة التصرف في هذا الدخل على الوجه المعتدل دون تبذير أو إسراف، بإعطاء كل بند من بنود الإنفاق حقه المناسب. ولذا، ينبغي التخلص من القيم الاستهلاكية السيئة الضارة؛ حتى لا يتسبّب الاستهلاك الترفي مثلاً في وجود الفقر وسط الرخاء، إذ باستمراره قد تضيع موارد الأسرة ويفقد معها التوازن النفسي والاجتماعي. كذا ينبغي أن نكبح انفعالاتنا العاطفية المتعلقة بالكميات المطلوب شراؤها واستهلاكها، سواء على مستوى الأطفال أو الأسرة، وشدد على ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام بدور مهم في مجال تنمية الوعي الاقتصادي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع.