فقد العيد كثيرا من رونق الماضي المحاط بتجمع الأهل والأصحاب في صلاة العيد منذ الصباح الباكر، واصطحابهم للأطفال في زيارات يحصلون فيها على «عيدية» يسعدون بها كثيرا، وعزا البعض الأمر إلى «السهر» وتبادل الرسائل ب»الواتس آب»، في حين رأى آخرون أن نمط الحياة الحديث سبب المفارقة. وتفضل فريدة المهنا قضاء العيد خارج المملكة، وتضيف «أشعر بالملل أيام العيد، وحتى عندما ندعى لتناول الغداء في منزل جدي، يتخلف الكثيرون عن الحضور ومن يحضر يجد له مكانا لينام فيه بدل جلوسه معنا، ومن النادر أن نتفق على مكان للتنزه، ما دفعني ومنذ زواجي قبل خمسة أعوام للسفر وقضاء العيد في الخارج، فهو أكثر متعة. وتقارن الخمسينية أم علي بين العيد بالأمس واليوم، تقول «نستقيظ بعد صلاة الفجر فنستحم، وتغسل أمي وجوهنا بماء الورد وتضع الزيت في شعورنا، وبعد ارتداء ملابس العيد نحصل على العيدية من والدي ومن أعمامي الذين يقيمون معنا في المنزل ذاته، ثم توزع والدتي اللحم و الأرز غير المطبوخين على الأقارب كهدية العيد، ثم نجتمع في منزل جدي للغداء وتشترك زوجات أعمامي في إعداده، وبعدها نشتري الألعاب من البسطات التي تنتشر على الطرقات، وغالبا ما تنتهي مظاهر العيد بحلول العصر، مبينة أن العيد لم يعد بجمال عيدنا القديم». في حين تختار ماريا عويشير قضاء العيد مع صديقاتها فتستيقظ مساء وترسل للجميع رسائل تهنئة بالواتس آب منذ اليوم السابق، وتتفق مع صديقاتها وبنات خالاتها على مكان للنزهة أو لتناول العشاء في أحد المطاعم، معلقة «من غير المسلي الاكتفاء بالتزين وقضاء العيد في مجلس وتبادل الأحاديث فقط«. وأقر الاختصاصي النفسي في مجمع للصحة النفسية خالد مريط أن العيد الحديث فقد حميميته ودفئه نتيجة عوامل متعددة تصدرها السفر والسهر، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الاتصال الحديثة للمعايدة والتهنئة، في حين كانت المعايدة في السابق وجها لوجه، ولم تعد الأسرة تجتمع وتتعاون لإعداد الولائم للغذاء والحلويات التي أصبح الجميع يستسهل شراءها من المطاعم والمخابز أو يعتمد على الخدم في إعدادها.