إذا قيل: شبك الرجل، فالأمر لايخرج عن وضعين؛ إما أنه شبك أرضاً فاحتواها أو شبك امراة يأنس إليها. أما إذا قيل شبكت المرأة فلا مخرج إلا أن تكون من ذوات الشبوك وهي بذلك من فرائد النساء. حدثنا صنديد المعطط، وهو من كبار فقهاء الشبوك فقال: الشبك لغة هو كل مايستهدف أنثى ويحيط بها فلا فرق بين امرأة وأرض إلا في أمرين: أن الزوجة تنقص قيمتها مع الزمن بينما يرتفع سعر الأرض، وأن شبك المرأة يجعلها حكراً للشابك دون غيره، أما الأرض فتنتقل بيعاً وإرثاً وشراكة. وكنا يوما في مجلس علامة دهره شيخنا أبي أبط المحككاتي يدرسنا فعل «شبك» فقال: إذا شبك الرجل إمرأة كان ذلك إعلاناً بذهاب عذريتها، أما إذا شبك أرضاً أدام عذريتها وأبعدها عن اللامسين. وجاء رجل إلى فقيه مستفتياً أنه خطب امرأة فاشترطت شبكه الذي في الشمال فقال له الفقيه: شبكك ثابت وشبكتها متحولة أفتستبدل العابر بالمستديم؟ وسمعت امرأة تدعو فتقول: اللهم أمد في زواجي بقدر طول شبك فلان! وسألني رجل: ماذا يفعل من لا شبك لديه؟ قلت: يقف بباب شويش لعل الله يجعل له فرجاً. وسئل أنس بن أخت هذيل: أتعرف فلاناً؟ فقال: كثير التجارة، ممتد اليد، واسع الحيلة، عديد الصلات، قوي النفوذ. فاستعجب السائل: أهو قريب لك؟. فقال: ليس ذاك لكنني تفرست في شبوكه فأفضيت لك بما وصلك. وتذمر هبنقة من كثرة الشبوك فقيل له: ألك اعتراض عليها؟ قال: حاشا لله لكن لو جعلوها ملونة لكانت علامات استرشاد في الطريق! ثم التفت شيخي نحوي فقال: يابني، الشبوك أنواع شتى أخطرها الشبك الذي لاتملكه ولاتستطيع الخروج منه فاحذره حتى لاتكون من المشبوكين!