تباينت ردود الفعل بين المعتمرين والزائرين لبيت الله الحرام حول ارتفاع أسعار حلق الشعر في صالونات الحلاقة المجاورة من الحرم المكي، إذ رفع الحلاقون أسعار قص الشعر إلى عشرين ريالاً كأعلى سعر للحلاقة في منطقة مكة. وتعلق أغلب صالونات الحلاقة على أبوابها ورقة بالسعر المحدد لقص شعر المعتمرين والزوار، ويأتي الارتفاع الملحوظ في التكلفة بفعل تأثير المكان الذي يقترب كثيراً من أبواب المسعى، وشهر رمضان الذي يكثر فيه المؤدون لفريضة العمرة التي تلزم المعتمر بالحلق أو التقصير قبل الإحرام، وترضخ أعداد كبيرة لقائمة الأسعار المحددة، بعد أن تصطدم بقلة الخيارات المتاحة وبرغبة ملحة في إكمال الفريضة بشكلها الصحيح. وقال المعتمر محمد سالم إن الاتجاه مباشرة لهذه الصالونات رغم ارتفاع الأسعار نظراً لكونه لم يعد يرغب في التأخر، وحرصه على جني الأجر المضاعف الذي يرجوه من حلق جميع شعر الرأس.وأبدى المعتمر خالد المؤمن تقبله للأسعار مضطراً باعتباره زائراً لمكة في فترة مواسم العبادات ولا يجيد طرقات العاصمة المقدسة، وقال «أنا أسكن في أحد الفنادق القريبة من المسجد الحرام والتفكير في أماكن بديلة يعني أُجرة نقل إضافية إلى أجرة الحلاقة». ويرفض المعتمر عبدالله أحمد أن يضع رأسه بين أيدي هذه العمالة، واصفاً عملهم بغير المتقن، مفضلاً أن يقصر لنفسه ومن معه بمقص شخصي، وقال «هذه طريقة أسهل وأسرع، وأقل تكلفة»، مستغرباً من سعر الحلاقة «بالموس» الذي يجده الأغلى في المملكة. وتتسم صالونات الحلاقة المجاورة للمسجد الحرام بكثافة المعتمرين وسط حالة من الفوضى داخل المحل المخصص لشدة الإقبال، حيث تستطيع رؤية مشهد حلاقة لمعتمر واقفاً وسط المحل الصغير الذي يتسع لشخصين، بالإضافة لافتقار المحلات إلى وسائل السلامة، حيث تبدو خالية من تطبيق الاشتراطات الصحية، معتمدةً على أمواس الحلاقة ذات الاستخدامات المتعددة، التي تعدّ ضمن المحظورات وفق أنظمة البلدية.