وسألت عمنا العزيز (غرم الله الدولي) سؤالا مباغتا، هل تحب يا عمنا؟؟ قال بسرعة لم أتوقعها نعم أحب (الرز والتمر واللبن) لم أقصد الطعام يا عمنا بل قصدت حب النساء.. قال: إن أردت الصراحة فبعد أن شاهدت صور النساء في مباريات كأس أمم أوروبا التي تحدثنا عنها بالأمس فإني قد استعدت قدرتي على الحب وعلى الاستمتاع بالنظر إلى الجميلات خاصة أني فارقت النساء منذ رحيل عمتك (هلاله) قبل أكثر من ربع قرن.. قلت له يا عمنا هل تعد المرحومة من النساء سامحك الله، وهل هذا الوقت المناسب لتذكرها وأنت تتحدث عن حسان أوروبا في الملاعب؟ عاد عمنا ليؤكد على أنه يحب الرز والتمر واللبن وحوّل الحديث إلى مزايا كل نوع منها وفوائده وكأنه يتهرب من الاستمرار في الحديث عن النساء لكنه قال بحكمته المعهودة إن الإنسان عندما يعيش حالة الخواء، خواء المعدة وخواء القلب يصل إلى حالة من عدم التوازن فهو في حالة بحث دائم عما يملأ معدته أولاً لأن الخبز قبل الحب دائما وليس أحيانا كما يقول الشباعى. فالذين لم يجربوا الجوع والحرمان تذهب بهم الأفكار والخواطر إلى مناحٍ أخرى تسد الخواء الموجود عندهم. إن السؤال عن الحب والغرام والعشق يا ولدي يصلح أن يوجه إلى من هو غير مشغول بتدبير حاجاته اليومية ويواصل الانشغال ليل نهار ولا يستطيع أن يتدبر أمر حاجاته. اذهب بسؤالك إلى أولئك الذين يعيشون خواء الفكر والتفكير وستجد عندهم الإجابة الكافية الشافية. حتى الرز والتمر واللبن يا ولدي يصبح عزيزاً على كثير من الناس لا يستطيعون الوصول إليه. والكارثة إن كانوا مسؤولين عن أسر فيها أطفال لا يستطيعون تقدير ظروف عائلهم ويريدون أن يكونوا كبقية الأطفال الذين يرون في أيديهم الطعام وعليهم الملابس وهم لا يجدون هذا ولا ذاك لماذا تثير مواجعي يا ولدي؟!