في أحد الاجتماعات الرمضانية وبتلك النفحات الروحانية الممزوجة برائحة البخور والقهوة العربية ومع بث للحرم المكي، كان هنالك كسر للروتين السنوي فأغلبنا يتقرب إلى الله تعالى في ذلك الشهر بكل قول أو عمل للمرتبة الأولى أكثر من أي هم دنيوي يكون قد شغله طوال السنة مهما كان . كنت مستمتعة كما كان الجميع مستمتعين لتلك الأجواء، ثم بدأنا تبادل أطراف الحديث حتى انتهى معي عند سؤال، هل تشاهدون مسلسل عمر ؟ وأخذت آراؤهم تتوالى من معارض لموافق ، استمعت لما يقولون و كان مشابهاً لحد كبير لما يقال في وسائل التواصل الاجتماعي . وصَنفت جمهور هذا العمل على ثلاثة أصناف ، الصنف الأول؛عارض ذلك العمل بشدة ووضعه تحت المحرمات بناء على الفتاوى الشرعية، كنت مع هذه المجموعة الفكرية ولكن ما استنكرته عليهم- هل غير مسلسل عمر حلال؟ لماذا لم يقوموا بنفس تلك الضجة الإعلامية على أعمال عربية تدّعي الإسلام وكل ما تُمثله منافٍ لواقع الدين ، في مسلسل عمر كانوا على الأقل يمثلون واقع الرجل المسلم والفتاة المسلمة في الشكل والتصرف، وقد صنفتهم تحت مسمى جمهور للعمل (رغم معارضتهم له) لأنهم كانوا دعايةً قويه له . والصنف الثاني؛ كانوا يتابعون العمل فقط كي ينتقدوه بشكل مستمر وهذا جيد ولكن ، النقد البناء لا يأتي بوجه العموم على عمل لم يُكتمل بعد !! . أما الصنف الأخير فقد كان متابعا ومُحبا معجبا ومُتَشوقا فأعجبني رُغم كل شيء أن أرى طفلاً أصبح مثله الأعلى وبطله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبدأ يبحث عنه أكثر ويقرأ له بعدما كان من محبي مايكل جاكسون والمتابعين له ، وفتاة زادت عزة عندما رأت دور المرأة المسلمة في ذاك الزمان وفكرت بما يمكن أن تصنعه حديثاً لنفسها ومجتمعها فهي قادرة ، ومسنون على فطرة الدين تشوقوا للقيا الصالحين الأولين. فيا ذوي الألباب ألموا بكل محرم ولا تستثنوا ، فلو أن عمر في هذا الزمان لما آلمه تمثيل سيرته أكثر من تبرج من تقول أنا مسلمة هذا هو لباسي وسوف أعمل مع هذا وهذا في المحرمات ولم يحاربني أحد فقد اعتادوا على ذلك ، وقول رجل أنا مسلم لا أغضُ البصر ولا اللمس من اللاتي غير محللات لي ولم أجد من يحاربني فقد اعتادوا ، لست متشددة ولكني عادلة في الحكم .