في الوقت الذي اتجهت فيه أنظار العالم أجمع إلى محكمة في كاليفورنيا لمتابعة كل صغيرة وكبيرة عن محاكمة نجم البوب العالمي الشهير مايكل جاكسون بتهمة التحرش الجنسي بطفل قاصر ، برز في مكان آخر وعلى نحو غير متوقع. فقد نجح إيدي موس أيما نجاح في تمثيل شخصية مايكل جاكسون عبر البرنامج الذي بثته محطة التلفاز الأمريكية «سكاي نيوز» . وقد أجمع كل من شاهد ذلك البرنامج أن موس يشبه جاكسون في كل شيء . وقد ظل إيدي موس (27عاماً ) ، وهو من لوس أنجلوس ، يقلد المغني الشهير منذ عشرة أعوام . وكان موس قد بدأ في الظهور، أول مابدأ، بالفوز بمسابقة حفل ملابس تنكرية ، وكان وقتها في السابعة عشرة من عمره . وقاده ذلك النجاح إلى التفكير في تقليد نجم البوب جاكسون بالغناء في الشوارع. ثم عمل في متحف الشمع بهوليوود . وبدأ نجمه يلمع في كل أنحاء العالم بعد ذلك . وشارك في فيلم « سكيري موفي 3 » والمسلسل التلفازي الناجح «نيب /تك» . ورغم كل ذلك ، رفض إيدي الإفصاح عن دخيلة نفسه وعما إذا كان يرى جاكسون مذنباً أم بريئاً وقال « لا يمكنني التدخل في ذلك بأي حال من الأحوال . فقد يجرني ذلك في مزالق أنا في غنى عنها. غير أنه عبر عن سعادته لتقمص شخصية ملك البوب بتمثيل شخصيته في جلسات المحاكمة التي هزت العالم بأسره. وقال موس « لعله يبدو من السهل تمثيل دور شخص ما دون الدخول في حوار، بل إن مجرد الجلوس خلف طاولة لفترة طويلة أمراً في غاية الصعوبة . كما أن محاكاة مايكل جاكسون ليس بالأمر السهل كذلك. ويبدو أن العمل منذ اللحظة التي أصحو فيها من نومي لمشاهدة مايرتديه مايكل جاكسون في ذلك اليوم ، وينتهي بنهاية التصوير الذي يستغرق أحياناً10 ساعات بالتمام والكمال. « وأنا الذي أجهز بنفسي الملابس الملائمة صباح كل يوم . وبمجرد رؤيتي لما يلبسه مايكل جاكسون ، أشرع في محاكاته في طريقة ارتداء ملابسه لأكون مشابهاً له قدر الاستطاعة . ولكني احب التحديات . وقد يستغرق مني ذلك ساعات، غير أني أصبحت ناجحاً في محاكاة شكله تماماً . « وبمجرد انتهائي من ارتداء الملابس المناسبة، أشرع في تقليد المكياج ، كما يجب علي طلاء بشرتي بلون مغاير حتى يطابق بشرة جاكسون تماماً لأن بشرتي أغمق قليلاِ . وأكثر مايقلقني هو جعل أنفي يبدو أنحف مما هو عليه حاله التي فطر عليها، فضلاً عن إظهار نقرة في ذقني وتقويس حاجبي وجعل عظام خدي أكثر بروزاً. ثم ارتدي شعراً مستعاراً في نهاية المهمة. وتستغرق كامل العملية حوالي 45 دقيقة. « ويجب أن يعلم الجميع أنني لم أجر أية عملية تجميل لأبدو أكثر شبهاً بجاكسون، ولن ألجأ لفعل شيء من هذا القبيل. فإني اعتبر هذا هو عملي الذي آكل منه عيشي ، وفي نهاية ساعات الدوام أعود لحياتي الطبيعية. وأعتقد أن جاكسون نفسه لم يجر سوى عمليتين جراحيتين فقط كما قال يوماً عن نفسه. « ولما انتهي من وضع المكياج وارتداء الملابس ، يسهل علي كثيراً تقمص شخصية جاكسون . وقد ظللت ادرس تقليد طبقات صوته طوال السنوات العشر الماضية، ونجحت حتى في تقليد الالتهاب الذي أصيب به جاكسون مؤخراً وأثر على صوته. كما أصبحت اعرف كل صغيرة وكبيرة عن لغة جسده. « وقد يفاجأ الجميع بأني لست أحد المعجبين بمايكل جاكسون لامن عشاق فنه الذي يراه معظم الناس راقياً ! وقد يكون جاكسون مغنياً لم يسبق له مثيل في عالم البوب . ولكن نمط الغناء الذي يعجبني يختلف عن النمط الذي اشتهر به جاكسون . ولكني أراه شخصاً محترماً . ولكني لا أشعر البتة في قرارة نفسي أن شخصيتي تشابه شخصيته في شيء . فهو شخص خجول حيي وهادىء لايحب مخالطة الناس، بينما أنا على العكس من كل ذلك . وأنا لاأعرف في موضوع سوف نتحدث إذا التقينا يوماً على مائدة العشاء». « وفي عام 1997، التقيت جاكسون وجهاً لوجه ، وكنت أنا امثل شخصيته خارج متحف الشمع في هوليوود. وقد وقف يشاهدني عبر الشارع العام لمدة ساعة كاملة . وكان ساعتها هو الآخر متنكراً في شخصية امرأة هندية ويرتدي فستاناً ونقاباً ويضع بقعة حمراء على جبهته ، ولكني - رغم كل ذلك - عرفته من كثرة الحراس المرافقين له . وحاولت وقتها التحدث إليه . ولكنه لم يزدني عن قوله « إنك جيد فعلاً ، ولكن يجب علي أن أذهب الآن». واعتقد أنه لم يكن يريد لفت الانتباه إليه في تلك اللحظة». « وكثيراً ما يستوقفني الناس ليسألوني «إن بك شبهاً بمايكل جاكسون . هل تعلم تلك الحقيقة عن نفسك ؟ واللافت أنني كنت أكره مثل هذا الكلام في صغري . ولكن عندما كبرت ، فكرت في الاستفادة من تلك الميزة الخاصة جداً ، وكان ماكان ، وظللت امتهن « شخصيته طوال السنوات العشر الماضية ، وكان ذلك هو السبيل الوحيد لأكل عيشي طوال تلك المدة، حيث طفت جميع أرجاء العالم أحاكي صوته في الغناء .وليعلم الجميع أنني لا أشبع من تقمص شخصية جاكسون ولا اشعر بالقلق من كثرة محاكاته.